العالم يتقدم

العالم يتقدم

الحيوانات الأليفة.. الاصطناعية

يهدف الخبراء من ابتكار اللعب الحديثة للأطفال إلى تسليتهم وتزويدهم بالمعلومات المفيدة, بالإضافة إلى قضاء وقت فراغهم بما يفيد. وتعتمد هذه اللعب على تعريف الطفل بأعضاء أجسام الحيوانات الأليفة مثل القطط, وكيفية عملها, وذلك عن طريق وضع قطع من الألمنيوم المقوى بألياف الكربون والملونة, والتي تشبه إلى حد كبير الأعضاء الفعلية لجسم الحيوان الأليف, الذي يحبه الطفل, مع إمكانية تحريك هذه الأعضاء الاصطناعية بواسطة محركات دقيقة يتم توجيهها من بعد.

ويحرص الخبراء على أن تتكون هذه اللعب من أجزاء ملساء ناعمة أي ليست حادة حتى لا تصيب الطفل الذي يلعب بها, بأي أضرار نتيجة الاحتكاك بها.

وكذلك يمكن أن تصدر هذه الحيوانات الأليفة الاصطناعية أنواراً خافتة أو ساطعة حسب رغبة الطفل, لإضفاء البهجة على اللعبة.

جهاز لقياس الموجات المخيّة

المخ مركز الجهاز العصبي في الجسم, ومثل أجزاء الجسم الأخرى فإنه يتكون من خلايا وهي مكونات دقيقة مجهرية. ويطلق على خلايا المخ (الخلايا العصبية).

وهناك أيضا الحبل الشوكي الذي يتكون من خلايا عصبية ويتصل بأسفل المخ مثل ساق رفيعة طويلة. وتنتشر في كل الجسم ملايين الخلايا العصبية الأخرى التي تربط المخ والحبل الشوكي بمختلف الأجزاء والأعضاء مثل مجموعة الأسلاك الموجودة داخل كابلات الهاتف. والمخ مركز التحكم في الجسم وله دور في كل شيء نفعله تقريبا, بما في ذلك حركة الجسم, وهو أيضا مسرح العمليات الذهنية غير المرئية مثل الأفكار والأحاسيس والذكريات والتعلم.

وحتى يؤدي المخ وظيفته, تمر ملايين الرسائل الكهربائية الدقيقة جيئة وذهابا داخل المخ وعلى سطحه. ورغم أن هذه الإشارات ضئيلة جداً, إلا أنه يمكن كشفها وقياسها بجهاز يسمى (المرسمة الكهربائية للمخ). وتظهر هذه الإشارات على شكل سلسلة من الموجات يطلق عليها (الموجات المخية).

والواقع أن أشكال هذه الموجات, تميز المخ وتدل على نشاطه. فعندما تكون مستيقظاً ومسترخيا, تكون هذه الموجات سريعة وصغيرة وتسمى (ألفا), أما في حالة الاستغراق في النوم, فإن مخك يولّد موجات كبيرة وبطيئة يطلق عليها (دلتا). وقد اخترع جهاز حديث للدراسة الدقيقة لهذين النوعين من الموجات المخيّة, لتشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب المخ مثل الصرع, الذي هوعبارة عن اختلال مفاجئ في النشاط الكهربائي المنتظم للمخ.

المواد الذكية

تعد (المواد الذكية) من أهم مجالات البحث العلمي في الوقت الحاضر. ويقصد بالمواد الذكية تلك القادرة على التجاوب مع البيئة المحيطة بها, وذلك عن طريق أجهزة دقيقة جداً مدمجة بهذه المواد مثل أجهزة الإحساس والرقاقات الإلكترونية بالغة الضآلة. وتتمكن هذه الأجهزة من رصد المتغيرات في البيئة الخارجية, مثل تغير درجة الحرارة أو شدة الضوء, ومن ثم التأثير في المادة الذكية بحيث تنكمش أو تتمدد لتتوافق مع هذه المتغيرات في البيئة.

وكذلك يمكن استخدام المواد الذكية - التي تتكوّن من اللدائن والخزف والزجاج - في تصنيع أعضاء اصطناعية للإنسان, والتي لا يرفضها الجسم ويمكنها أن تتأقلم مع بقية أعضاء الجسم خاصة في عمليات زرع العظام وإنتاج جلد بشري اصطناعي.

وتستخدم المواد الذكية أيضا في تصنيع الطائرات, حيث تتمكن من أداء وظائف تشخيص العيوب إن ظهرت, وإصلاحها ذاتيا. وهكذا تحد من حالات العطل والتلف في الطائرات.

ويمكن كذلك أن تضاف المواد الذكية عند تشييد المباني, بحيث لا تنهار إذا تعرضت لزلزال, بل تميل فقط ثم تعود إلى حالتها الطبيعية.

وسائل مواصلات.. مغناطيسية

هل تتصور أن وسائل المواصلات داخل المدن - في السنوات القليلة القادمة - لن تسير فوق الأرض, بل ستكون معلقة على بعد عدة سنتيمترات من سطح الأرض?

وسوف تصنع هياكل هذه الوسائل المتطورة من الألمنيوم لتكون خفيفة الوزن, وستعمل بتحكم الكمبيوتر وستزود بخلايا وقود لإمدادها بالطاقة. وخلية الوقود تعمل بواسطة الهيدروجين والأوكسجين السائلين, وتولد طاقة كهربائية.

وتتميز خلايا الوقود بأنها لا تسبب أي تلوث للهواء مثل المحركات العادية التي تعمل بالبنزين. وترتفع وسائل المواصلات عن سطح الأرض, لأنها تستخدم سبيكة معدنية خاصة في أسفلها يطلق عليها (الموصلات الفائقة) حيث يمر فيها التيار الكهربائي دون أن يفقد أيّا من طاقته. وينشئ هذا مجالاً مغناطيسياً قوياً يؤدي إلى رفع وسائل المواصلات عن سطح الأرض, ومن ثم تصل سرعتها إلى نحو خمسمائة كيلومتر في الساعة, إذ إن الاحتكاك بالأرض يخفض من السرعة.

 


 

رءوف وصفي