أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

مرة أخرى تدق الأجراس لتدعونا لمواصلة أيام الدراسة, انتهت أيام الراحة والدعة, وبدأت لحظات النظام الذي تفرضه علينا المدرسة, والنظام ليس ضد الحرية, ولكنه يجعلك ترتب أولوياتك, الأشياء المهمة أولا ثم الأشياء الأقل أهمية. وفي هذه المرحلة من العمر, فإن الدراسة والبحث عن المعرفة هو أهم هدف يجب أن تسعى إليه, فالعالم الآن هو عالم المعلومات كما يقولون, فقد أصبحت هي الثروة الحقيقية لأي فرد ولأي أمة من الأمم, وهناك كاتب شهير هو الفريد توفلر متخصص في دراسة المستقبل, كتب كتابا بعنوان (الموجة الثالثة) يقول فيه: إن تاريخ البشر قد شهد ثلاث مراحل من استخدام القوة, المرحلة الأولى كانت الغلبة فيه للقوى المادية, لكل من يملك جسدا أضخم أو سلاحا أقوى, وقد شملت هذه المرحلة كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم القديم. ثم جاءت مرحلة أخرى أصبحت القوة ترتبط بالإمكانات الاقتصادية, من يمتلك ثروات أكثر ومصادر طبيعية أغنى هو الذي يفوز في محصلة الصراع. وامتدت هذه المرحلة من التاريخ حتى عصرنا الحالي, أما المرحلة أو الموجة الثالثة - كما سماها توفلر - فهي عندما أصبحت القوة تكمن في المعلومات, أي أن من يمتلك المعلومة هو الأقوى. وهو يعتبر هذه المرحلة هي أرقى مراحل التطور البشري لأن المصدر الحقيقي قد أصبح هو العقل الإنساني وليس قوة العضلات أو نفوذ الثروة, والمدرسة - يا أبنائي - هي التي تمهد عقولكم لتصبح مستعدة وجاهزة لتلقي المعلومات, إنها ليست نهاية المطاف ولكنها هي بداية طريقكم نحو النضج والمعرفة, لأن باقي الأمر معتمد على عقولكم واجتهاداتكم.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف