مهرجان الأسود الصديقة ينطلق خارج الحديقة.. أشرف أبو اليزيد

مهرجان الأسود الصديقة ينطلق خارج الحديقة.. أشرف أبو اليزيد

عدسة : أشرف أبو اليزيد

هل رأيتم الأسود في أفلام السينما وغابات السفاري وحدائق الحيوانات؟

هذا أمر عادي!

أما أنا فقد رأيتها تتجول بحرية في كل شوارع مدينة ميونخ الألمانية!

أربعمائة أسد، بالحجم الطبيعي، وبألوان زاهية، ترتدي كافة الأزياء، وتؤدي كل المهن، في ميادين مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا في جنوب البلاد. سيزيد العدد ليبلغ خمسمائة أسد بمرور الأيام.

الأسود هنا في الحدائق والشوارع والميادين وأمام المتاجر، يتجمع حولها الأصدقاء من كل أنحاء العالم، الذين يزورون ألمانيا هذا الشهر لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم. الطريف أن تميمة - اللعبة التي تمثل كأس العالم هي أيضا أسد، يرتدي قميصا يحمل الرقم (6) وهو رقم لاعب مدافع شهير اسمه فرانز بكنباور كان في المنتخب الألماني لكرة القدم، وفاز بكأس العالم وهو لاعب، ثم فاز بالكأس مرة أخرى وهو يدرب الفريق، وهاهو في كأس العالم 2006 رئيس للجنة المنظمة للكأس في ألمانيا.

نعود للأسود الملونة.

لقد اشترك فنانون من كل الأعمار في تلوين هذه الأسود، وحين أقبلت للمرة الأولى أقيم لها حفلة موسيقية ضخمة، بداية مع مهرجان الحدائق، وتستمر مع بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تفتتح في ميونخ في التاسع من هذا الشهر.

قبل ثلاث سنوات كنتُ في برلين، وكتبت لكم أيها الأصدقاء قراء العربي الصغير عن دببة العالم، حيث رسم فنان من كل دولة دبا كبيرًا ووضعت الدببة كلها في حديقة كبيرة زارها كل أطفال العالم، خاصة عندما انتقل معرض الدببة إلى مدن العالم، وبيعت الدببة في الأخير لصالح الأطفال الفقراء، وتحت إشراف منظمة اليونسيف.

هذه الأسود التي ترون بعضها هنا، أو تستقبلكم إن زرتم مدينة ميونخ، تشارك أيضا في رعاية الأطفال تحت إشراف جمعية ألمانية للأطفال المحتاجين، حيث سيخصص كل الربح من عرض هذا المشروع لصالحهم.

ميونخ مدينة شجاعة، لذلك لقبوها الآن : ميونخ قلب الأسد. الأسد أيضا هو رمز النادي الرياضي الشهير لكرة القدم بايرن ميونخ الذي يؤدي مبارياته بملعب المدينة الجديد الذي يستضيف المباراة الأولى في بطولة كأس العالم.

فنانون كبار صمموا الأسود وبدأوا تلوينها وساعدهم أطفال المدارس في كل أنحاء المدينة. بعد معرض الدببة في برلين ـ عاصمة ألمانيا الاتحادية ـ ومعرض البقرات في مدينة زيورخ السويسرية، جاء معرض الأسود في ميونخ، ليجعلنا نفكر: بماذا تشتهر مدينتنا؟ وهل يمكن أن نقيم معرضًا مماثلا عن الجمال في دولة الإمارات العربية المتحدة والغزلان في الصحراء العربية والأرانب في المزارع المصرية والسلاحف في سلطنة عمان....

لقد بدأ الفنانون مشروع مهرجان الأسود من أسد واحد، وكل محل أو متجر أو مطعم أو فندق يشتري أسدًا، وقد تم بيع أربعمائة أسد في ثمانية شهور، الكل اقتنع بالفكرة الجميلة والمبتكرة.

المحلات الرياضية وضعت أمام بابها أسدًا يرتدي زي الرياضة. المتحف البحري وضع أمامه أسدا يغوص داخل حوض سباحة زجاجي مغلق. المطاعم وضعت أمامها أسدًا يطهو أو يقدم زيت الزيتون. متاجر الهدايا وضعت أمام بابها أسدين، عليهما قلوب بيضاء وحمراء، رمز المودة.

لقد أمضى القائمون على صناعة الأسود خمسة آلاف ساعة في تصميمها وتلوينها، وكانت تُخزَّن في بداية الأمر بمكان كبير يشبه موقفًا ضخمًا للسيارات، وبعد ذلك عرضت الفكرة على أصحاب المؤسسات، وقبلها الكثيرون، وقدموا طلباتهم الخاصة حول شكل الأسد المختار. تحقق هذا المشروع بعد توجيه 25 ألف رسالة تشرح الفكرة التي تبنتها غرفة الصناعة والتجارة في ميونخ منذ فبراير (شباط) 2005، ليأتي شهر يونيو (حزيران) 2006 والأسود تمرح، وتزأر، وتبتسم لعدسات التصوير، سواء تحت الشمس أو تحت المطر.

لقد نقلت السيدة زيجلنده كونراد الفكرة إلى ميونخ، وهي صاحبة مؤسسة تجارية في ميونخ، وأقنعت أصحاب مؤسسات أخرى بالتعاون، وبإمكانكم أن تنقلوا الفكرة إلى مدنكم، فلا تترددوا!

 


 

أشرف أبو اليزيد