الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

أحبائي قرّاء العربي الصغير

بشارات العودة إلى المدرسة ظهرت, أيام طويلة قضيناها ونحن نرفل في أحضان المرح والمتعة, أما اليوم فقد حان موعد الجد, موعد الالتقاء بأصدقاء يحبوننا وأشياء انتظرنا طويلا لتصافح أيدينا, القلم والكتاب, ويجب علينا أن نستغلها بالمفيد.

أحسن القصص
صالح ـ عليه السلام ـ

قرب مدينة (تبوك) عاشت قبيلة (ثمود), كان أبناء هذه القبيلة أقوياء في الجسم, أغنياء في المال.

لم يشكر أهل ثمود الله خالقهم على كل هذه النعم الكثيرة, بل اتبعوا خطوات الشيطان وطريقه فأضلّهم وأبعدهم عن الطريق المستقيم, طريق الله, وأمرهم بعبادة الأصنام.

كان الله رحيماً بأهل (ثمود) فأرسل إليهم نبيّه صالحاً - عليه السلام -.

دعا صالح قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام, فاستجاب لدعوته القليلون, أما المتكبّرون الظالمون فكذبوه وسخروا منه وطالبوه بمعجزة حتى يؤمنوا به.

وصبر صالح - عليه السلام - على أذى قومه, ودعا ربه أن يبعث إلى قومه بمعجزة باهرة, مدهشة, لعلهم يؤمنون.

واستجاب الله دعاء نبيه (صالح) وأرسل إلى ثمود ناقة ضخمة جدا, خلقها الله من تراب, وأخرجها إليهم من الجبال, وذهل القوم عندما رأوا المعجزة وهي تتحرك أمام أعينهم, فآمن منهم من آمن, أما الأشرار الظالمون فقد زادتهم هذه المعجزة ضلالاً واستكباراً.

كانت الناقة تشرب من عين الماء الوحيدة في يوم, وكان القوم كلهم يشربون من عين الماء في اليوم التالي, وكانوا يشربون كلهم من حليبها, إذ كان حليبها يكفي أهل القبيلة كلهم.

كانت الناقة رحمة بالمؤمنين, ونقمة على الظالمين, فالظالمون لم تعجبهم هذه المعجزة فتنادوا إلى قتلها! وفي الليل أسرع أشقى القوم إلى الناقة فقتلها, ثم ذهب هو وأصحابه إلى نبي الله (صالح) ليخبروه بما فعلوا وهم يضحكون وقالوا له: لقد قتلنا معجزتك يا صالح فادع ربك أن ينزل علينا عذابه.

وأوحى الله إلى نبيه أن ينذر الظالمين بأن عذاب الله قادم إليهم بعد ثلاثة أيام, وفي اليوم الرابع جاء وعد الله وعذابه, صاعقة مرعبة, وصيحة مزلزلة, وعذاب شديد, أزهق أرواح الظالمين وحوّلهم إلى جثث هامدة لا روح فيها, وأنجى الله نبيه ومن معه من المؤمنين.

نساء تحت راية الحق
صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

هي صفية بنت عبدالمطلب, شقــيقة أســد الله حمزة بن عبدالمطلب وأم حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام.

تزوجها (الحارث) أخو أبي سفيان, وعندما مات تزوجها (العوام) أخو السيدة خديجة بنت خويلد.

كانت تحب أخاها حمزة حبّا كبيراً, فلما استشهد في موقعة أحد حزنت عليه لكنها صبرت لأنها تعلم أنه في الجنة, وسألت الله أن تلقاه هناك.

وفي موقعة الخندق, أبدت هذه الصحابية الجليلة بطولة نادرة, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منشغلين بحرب الأحزاب التي اجتمعت للقضاء على المسلــمين, وكـان النســـاء والأطفال في داخل المدينة, فلما دخلها أحد اليهود يريد الشر بالنساء والأطفال, نزلت إليه البطلة صفية فحملت عموداً كبيراً ضربت به اليهودي على رأسه وأردته قتيلاً.

مواقف إيمانية

في غزوة (بدر) انتصر المسلمون على المشركين, وأسروا منهم سبعين مشركاً, وكان بين الأسرى مشرك اسمه (أبو عزة الجمحي) فتقدم إلى النبي وتوسل إليه ليطلق سراحه, وشكا له قائلاً: إني فقير معدم, ولي خمس بنات صغيرات ليس لهن معيل غيري, وإني أعاهدك ألا أقاتلك بعد اليوم, فأشفق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأطلق سراحه فعاد إلى مكة. فلما كانت غزوة (أحد) خرج أبو عزة مع قريش لمقاتلة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه, لكنه وقع في الأسر, فتقدم إلى النبي يتوسل إليه من جديد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين.

سيف الله

سأل قائد رومي خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قائلاً: يا خالد اصدقني, فإن الحر لا يعرف الكذب, هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاه لك, فلا تهاجم به أحداً إلا هزمته? قال خالد باسماً: لا...

قال القائد الرومي: فلماذا سميت بـ: سيف الله?

قال خالد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي وقال: أنت سيف من سيوف الله يا خالد, ومن هذه الدعوة عرفني الناس بهذا الاسم.

من يسلم على من؟

المسلم أخو المسلم, لا يظلمه ولا يخذله, يحبه, ويحب له ما يحب لنفسه.

وأحد أسرار محبة المسلمين لبعضهم السلام, نعم, فالسلام هو تحية المسلمين في الدنيا, وتحية الناس في الجنة.

وإذا التقى المسلمان فالصغير يسلم على الكبير, والجاهل يسلم على العالم, والفرد يسلم على الجماعة, والسلام سنّة, ورد السلام واجب على مَن يسمع, فإذا ردّ السلام أحد الموجودين, جاز ألاّ يردّ الآخرون.

 


 

محمد عدنان غنام