حبَّة قمح

حبَّة قمح

رسم : جيهان سعودي

حبَّة قمح... شقراءُ سمينة،

كانت تُطلُّ، دومًا، من مخزن البذار،

تبسم للصغار، للزَّهر وورق الأشجار،

وتحلم في افتخار:

- سعيدةٌ أبقى، إن غدوتُ للكونِ زينه

وذاتَ يوم مطير، شقّ الفلاحُ، في الحقلِ، للحبِّ أتلاماً، ترابها ناعمْ كالحرير، تبسُمُ عن فمٍ في الأرضِ عميقٍ طويل،

وتهمس لحبّة القمح بإغراء:

- في عمقي إليك، يا ابنتي اشتياق.

وأشتهي، يا حلوتي، أن نلتقي في عناق.

لوت الحبَّةُ بكبرياءٍ رأسها، وتسلّلت من يد الفلاح.

ومضت تلوِّح للحبّات، وتقول:

- اذهبي لتُطمَرْن في الأرضِ، أمّا أنا فأبحث عن عرشٍ جميلٍ...

فوق صخرةٍ ملساء، ارتمت تهمس في خيلاء:

- أنا هنا، فوق، أزهد مثل شمس السماء،

قشّرتها الشمس في الصّباح والمساء وعند الظَّهيرة،

وتلاعبت بها الرِّيح،

ثم جاء عصفور أجاعه الشِّتاء، ودار حولها...

ودائمًا يبقى للعصفور منقار، مدَّه، ولاعب الحبَّة به زمنًا، ثم قطَّعها قطعًا، وازدردها عند الظَّهيرة،

وراح يحكي لأخواتها اللواتي صرن سنابل سمراء، سمينة، حكايةَ حبَّة قمحٍ صغيرة، وبشئون الحياة غريرة...

 

 


 

عبدالمجيد زراقط