موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير

الثقوب السوداء... لغز السماء

فيما مضى كانت الثقوب الكونية السوداء مجرد فرض أو خيال، ولكن خلال العقدين الأخيرين، أصبحت حقيقة علمية ثابتة، وأمكن رصدها، ولكنها مازالت حتى الآن لغزًا يحيّر الفلكيين.

ما الثقوب السوداء؟

الثقوب السوداء نجوم كبيرة جدًا، وفي بداية حياة أي نجم يكون غنيًا بالهيدروجين، وعندما يبدأ في الانهيار، يتكور حول نفسه ويصل إلى درجة عالية من الكثافة، ولا تسمح جاذبيته لأي جزيء حتى لو كان ضوئيًا أن يفلت منها، لذا يكون من المستحيل اكتشافه، لهذا سمي بالثقب الأسود، ولقد أمكن اكتشاف الثقوب السوداء من دفقات الأشعة السينية التي تنبعث من الأجرام السماوية المجاورة، ولكنها لا تبقى طويلاً لأن الثقب يمتصها بسرعة.

ثقوب عديدة

في عام 1994 رصد تليسكوب هابل الفضائي في إحدى المجرات ثقبًا أسود قدرت كتلته بحوالي 2.4 مليار مرة كتلة الشمس، وفي العام نفسه، رصد أحد التليسكوبات اللاسلكية ثقبًا أسود قدرت كتلته بحوالي 40 مليون مرة كتلة الشمس، وفي عام 1995 تم بواسطة تليسكوب هابل أيضًا اكتشاف ثقب يبلغ حجمه حجم المجموعة الشمسية، وقدرت كتلته بحوالي 2.1 مليار مرة كتلة الشمس، وفي عام 1997 بعد تحديث تليسكوب هابل رصد ثقبًا أسود قدرت كتلته بحوالي 200 مليون مرة كتلة الشمس، وبحلول منتصف عام 2000 رصد العلماء أكثر من 30 ثقبًا أسود آخر.

رصد الثقوب السوداء

إن رصد الثقوب السوداء بالأشعة السينية، هو أفضل أنواع الرصد، ولكنه غير ممكن من على الأرض، لذا يتم الرصد بواسطة مركبات فضائية تدور في مدارات بعيدة عن الأرض وبعيدة عن الإشعاعات المحيطة بها، وفي عام 1999. أطلقت مركبتان فضائيتان إحداهما أمريكية وتدعى (شاندرا) والأخرى أوربية وتدعى (إكس أم أم نيوتن)، وقد استخدمتا الأشعة السينية في الرصد، ووفرتا معلومات جديدة عن الثقوب السوداء، ورصدتا ثقبًا أسود في مجموعة الدب الأكبر النجمية، وحددتا حجمه بدقة كبيرة.

هل تدور الثقوب السوداء؟

أثبتت أرصاد مركبتي شاندرا واكس أم أم نيوتن دوران الثقوب السوداء حول نفسها، كما رصدت سرعات مختلفة لها مما وضع علماء الفلك في حيرة جديدة تجاه طبيعة الثقوب السوداء، ومازال البحث جاريًا لإيجاد تفسير لاختلاف سرعات دوران الثقوب السوداء، ويراقب دوران الثقوب السوداء برصد طيف عنصر الحديد في الغاز الساخن الموجود حول الثقب.

 


 

محسن حافظ