أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في عدد أبريل من هذا العام قدمت لكم «العربي الصغير» هديتها المصورة باسم «ابن خلدون» ومن قرأها منكم لابد أنه عرف الكثير عن هذا المفكر العربي الفذ المسمى عبدالرحمن ابن خلدون، فقد ولد في تونس وتنقل بين الكثير من بلدان العالم العربي، وعبر البحر إلى الأندلس، عندما كان هذا الجزء من إسبانيا مازال تحت الحكم العربي، وفي هذا العام تمر 600 عام على وفاة هذا المفكر الكبير، وقد تنبهت أوربا لهذه المناسبة، و أقامت إسبانيا احتفالاً ضخماً دعي له رؤساء الدول من كل أنحاء العالم، وشهدت مدينة أشبيلية احتفالاً ومعرضًا خاصًا، وأشبيلية هي المدينة التي يقال إن ابن خلدون أقام فيها فترة من الزمن عندما قام بزيارة الأندلس وبدأ فيها كتابه ثم أكمله بعد ذلك بإحدى القلاع في الجزائر، وافتتح الملك الإسباني خوان كارلوس معهدًا ثقافيًا يهتم بالدراسات العربية في الأندلس أطلق عليه «بيت العرب»، وقد عرف ابن خلدون بكتابه الشهير «مقدمة ابن خلدون»، وقد قصد بكتابته أن يكون مقدمة للتاريخ العربي، ولكن هذه المقدمة نالت من الشهرة ما لم ينله الكتاب الأساسي، فقد تفتقت فيها عبقرية ابن خلدون ووضع الأساس لعلم جديد يعرف الآن بعلم الاجتماع، وهو يدرس قيام المجتمعات الإنسانية وتكونها، ونشأة الحضارات وانهيارها والأسباب الكامنة وراء ذلك، ولعل هذا الاحتفال الذي أقيم في إسبانيا هو أفضل اعتراف بأن العبقرية لا تعرف حدودًا ولا لغة، وأن الإنجاز هو ملك للبشرية كلها.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف