طالبتان آثرتا التضحية وسخّرتا حياتهما خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، لبنة على لبنة، ويكمل المبنى، من هذا المنطلق كان عبير2 نسبة إلى «العبيرتين»، وسنسرد عليكم حكايتهما.

تدربت عبير وعبير في ساعات الفراغ على التطوع في مراكز المعاقين، وتسلمتا مهمة النادي الصيفي الخاص بهذه الفئة لمدة ثلاث سنوات، وتقول عبير الصفران: الفكرة تكونت بعدما وجدنا في أنفسنا الكفاءة والخبرة التي اكتسبناها من عملنا في مركز التوحد، وبدأنا في بيتنا حيث يوجد سرداب كبير فارغ، ومن هنا استطعنا بناء اللبنة الأولى.

تكمل عبير الجماز الحديث قائلة: جميع معارفنا مدوا يد المساعدة لنا من أخوات وأبناء وأصدقاء وحتى طلبة المدارس في تأسيس هذا النادي، وبدأنا بمبلغ متواضع مني ومن عبير، وكان هو راتب الإجازة السنوية 008 دينار، اشترينا بهما لبسًا خاصًا لمشتركي النادي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكنا نفتح طوال السنة ما عدا عطلتي عيد الفطر والأضحى فقط.

وتعقيبًا على حديث عبير قالت والدة أحد المشتركين ضاحكة: ابني يوقظني من الساعة الخامسة فجرًا مصطحبًا معه ملابسه الخاصة للنادي وهو يصرّ على الذهاب في هذا الوقت المبكر، وتضيف قائلة: لقد ساعدني المركز كثيرًا في إعادة الابتسامة إلى ابني وأنا استفدت أيضًا، فلقد وجدت وقتًا لنفسي بعدما كنت مشغولة جدًا به ولا أستطيع أن أنجز أعمالي لأن حالة ابني تتوجب المراقبة طوال الوقت.

تقول عبير الصفران: في البداية كنا نتحمل المصاريف بأكملها وعندما ازداد العدد زاد العبء المادي علينا، ولكن وقفة الأهالي معنا وقرارهم بدفع رسوم أطفالهم ساعدنا على الاستمرار، وهذا لا ينطبق على الكل طبعًا، فالبعض اشتراكهم مجانًا ولا يدفع على حسب ميزانية أسرته، بالإضافة إلى أن التزاماتنا المادية للعاملين داخل النادي تجعلنا بحاجة إلى دعم مادي مستمر، وهنا لا ننسى أننا ننتقي المدرسات بكل حذر حتى عاملات النظافة لأنهن يتعاملن مع أطفال لهم احتياجات خاصة.

تمنت عبير الصفران وعبير الجماز في ختام اللقاء أن يكبر المركز ويكون له أفرع عدة في مناطق عدة لنستطيع أن نخدم كل من يحتاج إلى رعاية خاصة، ومن أجل هؤلاء نحن نعمل. ولا ننسى أن ندعو كل طفل عربي يحتاج لرعاية خاصة للانضمام إلينا، فقد كان لدينا مشتركون من بلدان عربية وأجنبية دون دفع أي رسوم، فحياكم الله زائرين ومشتركين ومتطوعين في عبير2.