أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

إذا كان ذهابكم للمدرسة سهلا وطبيعيا فتذكروا أن هذا الأمر ليس متوافرا في كل مكان, فإخوانكم في فلسطين المحتلة تحاصرهم الدبابات وتمنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم, بما في ذلك حق التعليم, ولكن أطفال فلسطين يقاومون ويتعلمون, وهم يقيمون جلسات الدرس داخل بيوتهم المحاصرة, وفي الساعات القليلة التي يرتفع فيها حظر التجول يسرع المدرسون إلى كل بيت من بيوت مدن رام الله وجنين ونابلس وغيرها ليواصلوا الدرس مع الأطفال, وقد لجأت جامعة (بيرزيت) وهي أكبر الجامعات الفلسطينية في الأرض المحتلة إلى استخدام الإنترنت لمقاومة الحصار وتعليم طلابها, فقد أقامت إسرائيل حاجزا أمنيا عند أبواب الجامعة, كان يخضع دوما لمزاج الجنود الواقفين أمامه, فقد كانوا أحيانا يغلقونه في وجه الجميع, وأحيانا يسمحون بمرور الطالبات فقط دون الطلبة, وأحيانا كانوا يقبضون على الطلاب أو حتى يطلقون الرصاص عليهم, لذلك فقد ابتكر أساتذة جامعة (بيرزيت) برنامجا جديدا يدعى (رتاج), وقد وضعوا على هذا البرنامج كل المواد الدراسية النظرية التي تهم الطلاب, وأصبح بإمكان الطلاب في أيام الحصار أن يراجعوا دروسهم داخل البيوت, وحتى الذين لم يكونوا يملكون أجهزة الكمبيوتر كانوا ينتهزون ساعات رفع حظر التجول ويهرعون إلى مقاهي الإنترنت يراجعون هذه الدروس, هذا الإصرار على التعلم هو جزء من حركة المقاومة الشاملة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني, فهم يدركون أن الشعب الجاهل لا يستطيع أن يتقدم بمفرده أو أن يصبح حرا, ويدركون أن المعرفة هي وحدها طريق المستقبل, إن أجراس كل المدارس تدق لتحيي صمود طلبة فلسطين.

 


 

سليمان العسكري




صورة الغلاف