يوميات طفل

يوميات طفل

السبت:

أنا الأن مـــع عمتي المحبوبــــة ديــزي. أنا أناديها بـ (عمتي) رغم أنها ليست عمتي مباشرة, بل هي عمة أمي, وهي تقيم في بيت يطل على البحر.

منظر الشاطئ هنا رائع... أقف خلف النافذة لأراه, وأنتظربفارغ الصبر أن أذهب مع عمتي إلى هناك صباح الغد.

الأحد:

ذهبنا - أنا وعمتي ديزي - إلى الشاطئ اليوم, وأعطتني عمتي ديزي نقوداً لأشتري آيس كريم من المحل الذي يوجد على رصيف الشاطئ.

على الرصيف, كان هناك رسام يرسم لوحات ليبيعها للمتنزهين, وكان يرسم حينما مررت به - لوحة للبحر.

وقفتُ لأشاهده وهو يرسم, وحدث أثناء ذلك أن هب الهواء بشدة فطار الآيس كريم من يدي ليحل على لوحة الرسام, فاستدار الرسام وزعق, ولكنني كنت قد جريت.

الاثنين:

كان الجو ممطراً هذا الصباح, لذلك فإن العمة ديزي قالت لي إننا لن نخرج من البيت حتى يتحسن الجو, وإلى حين يتحسن الجو طلبت مني أن أساعدها في ترتيب الخزانة الموجودة تحت السلم المؤدي من الطابق الأول إلى الطابق الثاني.

الخزانة تحت السلم كانت مُمتلئة بالمفاجآت. استمتعت كثيرا بوضع القبعات القديمة على رأسي, ففي كل مرة كنت أبدل فيها القبعة كان شكلي أيضا يتبدل. وظل الجو ممطرا طوال اليوم, لذلك لم نذهب إلى الشاطئ.

صباح الثلاثاء

الجو كان لايزال ممطرا هذا الصباح.

بالبحث في الخزانة أسفل السلم مرة أخرى وجدت صندوقا به صور فوتوغرافية, وبعض الصور كانت موضوعة في ألبوم.

أخبرتني عمتي ديزي أن بعض الصور بالألبوم هي صور لأمي حينما كانت صغيرة.

مع حلول منتصف اليوم, توقف المطر, وحينها قالت لي عمتي ديزي إن بإمكاننا أن نأخذ الصور معنا إلى الشاطئ وأن نشاهدها معا هناك.

ظهيرة الثلاثاء:

جلسنا على أحد المقاهي على رصيف الشاطئ, لأنه بالرغم من أن الشمس كانت قد سطعت بالفعل, إلا أن الهواء كان لايزال شديدا. وأنا كنت ممسكا بالألبوم في يدي, لأن العمة ديزي كانت قد طلبت مني أن أعتني به, لأنها لا تريد أن تفقد الصور لأي سبب كان.

أنا كنت أعتني بالألبوم لأقصى درجة, وربما بحرص زائد, لذلك وفجأة وقع مني على الأرض, وتطايرت بعض الصفحات بسبب شدة الهواء, وأنا جريت لأجمعها.

ولحسن الحظ, كانت العمة ديزي مستغرقة في النوم, ولم تر ما حدث, وتمكنت أنا من تجميع الصفحات, ما عدا واحدة كانت قد طارت إلى حيث يقف الرسام والذي كان قد التقط الصفحة من الأرض على الفور.

لم أذهب وراء تلك الصفحة لأنني لم أكن أريد للرسام أن يراني.

الأربعاء:

أُعيد الألبوم إلى موضعه في الخزانة مرة أخرى.

ربما يجب أن أقول شيئا لعمتي ديزي عن الصفحة المفقودة من الألبوم, وربما تتقبل ما حدث دون أن تحدث مشكلة معي.

ذهبنا إلى الشاطئ اليوم أيضا, وحينما أردت أن أشـــتري آيس كريم, حرصت على ألا أمر من جوار الرسام.

الخميس:

بالأمس لم أجرؤ على إخبار العمة ديزي بأمر الصفحة المفقودة, لكنها علمت اليوم ما حدث بمفردها, وتم ذلك كما يلي:

أرادت عمتي ديزي أن تذهب للشاطئ اليوم.

أردت أن أبعدها عن المرور بالرسام, ولكنها أرادت أن ترى الصور التي يرسمها, وهناك كانت مفاجأة لها.

كانت هناك صورة لامرأة شابة جميلة, حمراء الشعر, وكانت تلك هي العمة ديزي في شبابها كما رسمها الرسام. العمة ديزي لم تكن لتصدق ما حدث.

أخبرت العمة ديزي الرسام: هذه المرأة الشابة تشبهني حينما كنت صغيرة.

فأجابها الرسام: إنها أنت ياسيدتي... أعتقد أن لدي شيئا يخصك. ثم أعطي الرسام صفحة الألبوم للعمة ديزي. سألته العمة من أين يا ترى قد حصل عليها, فأخبرها بأن الريح قد ألقت إليه بها, ومن ثم رسم اللوحة عنها.

نظرت العمة ديزي لي.

رسام الرصيف نظر لي أيضا, وشعرت بأنه يعرف أنني صبي الآيس كريم. ثم ضحك.

كان لا بد أن أتحلى بالشجاعة وأخبر العمة بأمر الصفحة المفقودة من الألبوم لكي لا أقع في مثل هذا الموقف المحرج.

الجمعة:

أتت أمي لتأخذني إلى بيتنا اليوم.

سألتني إذا ما كنت قد قضيت وقتا طيبا. وأرادت أن تعرف مني ماذا فعلت بالضبط, فأخبرتها أن ذلك أمر يطول شرحه, وأضفت قائلا لها: لكن ها هي يومياتي, فاقرئيها.

أمسكت أمي بالدفتر, وكانت سعيدة للغاية وهي تقرأ يومياتي أنني قد بدأت بالفعل في تدوين أحداث حياتي.

 


 

حسام علوان