مواهب وهوايات

مواهب وهوايات

فراشة من أوراق الربيع

رغم طغيان التكنولوجيا على مختلف نواحي الحياة, وانتشار المواد الصناعية والتخليقية, وسيطرتها على الفن والصناعة على حد سواء, إلا أن المواد والخامات الطبيعية مازالت تحمل القيم والأصالة التي أصبحنا نفتقدها.

ولذلك فإن عمل لوحات فنية من خامات الطبيعة, سيحمل القيمة والتفرد, ويشعرنا بالمتعة والسمو الروحي.

مع نسمات الربيع الرقيقة تتفتح الأزهار وتورق الأشجار, وتكتسي الدنيا بثوب قشيب يسرّ الخاطر ويبهج العين, وقد يكون من المناسب أن تستخدم موهبتك في صنع صورة جميلة تستخدم فيها - إلى جانب الألوان والأحبار - أوراق الأشجار وزهور الربيع اليانعة, وحبذا لو كانت الصورة لفراشة جميلة كي تكتمل اللقطة الحلوة.

سوف تحتاج إلى قطعة من الورق المقوى بمقاس 20سم 40, سم, قلم رصاص, قلم حبر, مقص, أنبوب لاصق, لون أسود, وبعض أوراق الأشجار المتباينة الخضرة والأشكال والأحجام, مع بعض الزهور الحمراء والصفراء والبيضاء, وقطعة من الورق المقوى.

أبدأ أولا بترك أوراق الأشجار والزهور حوالي ثلاثة أيام في الشمس حتى تجف تماما, حتى يسهل عليك لصقها في الأماكن التي ستحددها.

الخطوة الأولى

ابدأ برسم الخطوط الخارجية للفراشة كما في شكل (1) (ويمكنك تكبير هذا الرسم بوساطة ماكينة التصوير).

الخطوة الثانية

هات أوراق الأشجار الجافة, المختلفة الألوان والأشكال, وابدأ بلصق واحدة واحدة كما في الشكل رقم (2) مع مراعاة أن يكون اللصق ابتداء من جزء الجناح المجاور لجسم الفراشة في اتجاه الخارج.

الخطوة الثالثة

عند انتهائك من لصق الأوراق على الجناحين, انثر بعض الزهور ذات الألوان الزاهية على الجناحين, وبحيث تكون متطابقة الأماكن على كل من الجناحين كما في شكل (3).

الخطوة الرابعة

يمكنك ملء الفراغات التي تركتها بين أوراق الأشجار والزهو ر باللون الأسود كما في شكل 4 .

قص حول اللوحة بعناية بحيث تجعلها على شكل مستطيل عرضي, وضعها داخل إطار خشبي بلونه الطبيعي, مع مراعاة عدم وضع زجاج على وجه اللوحة, فاللوحات التي تعتمد على العناصر الطبيعية يجب إبرازها بوضوح.

يمكن تنفيذ مثل هذه اللوحة برسم أشياء أخرى كعصفور رقيق أو سمكة زاهية الألوان.

على هامش الهواية

تتكون الفراشات وأبو دقيق من أكثر من 1000 ألف نوع, ولكبر حجم الكثير منها, وجمال ألوانها, أصبحت هدفا مستحبا لهواة جمعها.

وتتميز الفراشة بقرني استشعارها الصولجيين, ولأغلب الفراشات جسم نحيل, وفم ماص في طورها اليافع, وتتغذى أساسا على رحيق الأزهار.

ودورة حياتها تامة: أي بيضة, يرقة, عذراء, فراشة, وتضع الإناث في بعض الأنواع البيض فرادى, بينما تضعه غيرها في مجموعات صغيرة, ويلصق البيض عادة على نبات من النوع الذي تتغذى عليه اليرقات, وهناك أنواع قليلة تضع بيضها داخل أنسجة النبات. وتسمى يرقات الفراشة ديدان, وهي أنبوبية الشكل تحمل زوجا من الأرجل في كل من القطع الصدرية الثلاث, وهذه الأرجل الصدرية ذات مفاصل ينتهي كل منها بمخلب, أما الأرجل الأولية التي توجد عادة في كل من قطع البطن الثالثة إلى السادسة فتكون عادة لحمية وليس بها مفاصل, وتحمل في نهاياتها عددا من الخطاطيف الدقيقة.

وفم اليرقات قارض ويتغذى أغلبها على النباتات, فمنها ما يأكل الأوراق, ومنها ما يثقب الثمار أو السيقان ويدخلها.

ولبعض اليرقات الدودية أشكال غير مألوفة كأن تكون مغطاة بالثآليل أو الأشواك, كما أن للكثير منها ألوانا عجيبة, وفي أغلب الأحيان تعمل هذه الألوان على حماية الديدان من أعدائها.

وأرجل وزوائد طور العذراء تبقى ساكنة دون حراك, والقطع الأخيرة من البطن وحدها هي التي يمكن تحريكها, وتتحول كثير من اليرقات الدودية إلى عذارى داخل شرانق من الحرير تفرزه غدد حريرية من مغزل في الشفة السفلى.

وتكاد صغار اليرقات الدودية جميعا أن تنسج الحرير باستمرار في أثناء تنقلها, فهو يتيح لها طريقا جيدا تزحف عليه.

وتتباين أحجام الفراشات وأبي دقيق اليافعة ما بين أبي دقيق الصغير الذي لا تزيد المسافة بين طرفي جناحه المفرودين على ثلث بوصة, وأبي دقيق (أطلس) الكبير الذي تتراوح المسافة بين طرفي جناحيه المفرودين ما بين 10 و12 بوصة!

 


 

خالد الصفتي