أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

ترى ماذا أحسستم عندما جريتم الصيام للمرة الأولى, سوف أقول لكم عن مشاعري عندما كنت في مثل سنكم, القليل من الجوع والعطش. والكثير من الإحساس بالفخر, كنت أشعر إنني قد كبرت, وأنني أؤدي فريضة الله كما يفعل أبي وجدي, أي أنني أصبحت مسئولا أمام الله مثلهم جميعا, وقال لي أبي يومها إنني بذلك قد بلغت سن التكليف, مكلف القيام بكل الفرائض التي فرضها الله علينا, كانت الحياة وقتها بسيطة يا أصدقائي, وكان رمضان يقبل علينا كالنسمة المرطبة إذا جاء في الصيف, وكالصديق الدافئ الودود إذا حلّ موعده في الشتاء, ولم تكن أجهزة التلفزيون محشوة بكل هذا الكم من المسلسلات والمسابقات, فقد كانت أجمل الليالي نقضيها مع صلاة القيام في المسجد, عندما ينساب صوت قارئ القرآن, عذبا ورقيقا كأنه موج البحر, ليملأ الفضاء من حولنا بكلمات الله, وعندما ترتفع الأكف بالدعاء, كانت الدموع تطفر من أعيننا, ونحس بأن أجسادنا خفيفة وصافية من أثر الصيام, وأنه في ليلة مثل هذه, سوف يستجيب الله لكل ما ندعوه, كانوا يقولون لنا إنه في الأيام الأخيرة من رمضان سوف نرى نور ليلة القدر, لم أر ليلة القدر, ولكني أحسست بها في أعماقي, أحسست بها في تسبيح أبي وهو يجلس على سجادة الصلاة, وفي صلوات أمي بعد أن تجمع أطباق السحور من أمامنا ثم تتفرغ بعد ذلك لصلاة الفجر حتى يبزغ ضوء النهار, أحسست بأن الله سوف يستجيب لي مهما دعوت, وهأنا أدعوكم يا أصدقائي أن ترفعوا أيديكم بالدعاء من أجل نصرة إخوانكم في فلسطين ضد كل الذين يحاصرونهم ويقتلونهم, وسوف يستجيب الله لكم.

 

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف