الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

إنه قادم إلينا, يحمل في حقائبه الفرح والأنس, فرح في أيامه, وأنس في لياليه, في أيامه نشعر بلذة الطاعة, وفي لياليه نشعر ببهجة واطمئنان, فيه نتعلم الحب والصبر والشعور بالآخرين, ليتك يا رمضان تبقى معنا?!

أنبياء الله
لوط (عليه السلام)

في قرية (سدوم) عاش قوم فاسدون, لصوص, يقومون بفعل القبائح والمنكرات, التي لم يسبقهم إليها أحد من الناس.

ورغم بشاعة ما كان يفعله هؤلاء, إلا أن الله تعالى كان بهم رحيماً, فأرسل إليهم نبيه لوط (عليه السلام) ليدعوهم ويحذّرهم ودعا لوط أهل سدوم إلى اتباع الحق وعبادة الله وحده والابتعاد عن هذه الخبائث التي يفعلونها, وحذرهم من عذاب الله وعقابه, فاستجاب لدعوته القليلون, أما المتكبّرون الظالمون فلم يستمعوا إليه بل سخروا منه وآذوه.

ولم ييأس لوط (عليه السلام) من دعوة أهل سدوم, رغم إيذائهم, وكان بهم رحيماً يريد لهم الخير والهداية, فعاد يدعوهم من جديد. أيام طويلة مرت على لوط وهو يدعو هؤلاء القوم الظالمين برفق ولين, لكنهم كانوا يزدادون ظلماً وتكبّراً.

وجاء أمر الله بعذاب (سدوم) فأرسل الله إليهم ملائكة ليقلبوا الأرض بهم, ويجعلوا عالي الأرض سافلها.

وفي طريقهم إلى (سدوم) مرّ الملائكة بنبي الله إبراهيم (عليه السلام) فأراد إبراهيم إكرامهم, فقد كان كريماً يحب إكرام الضيف.

وعندما دخل الملائكة بيت إبراهيم وكانوا على شكل رجال قدم لهم إبراهيم عجلاً مشوياً فلم يأكلوا منه, لأن الملائكة لا تأكل الطعام, فخاف منهم إبراهيم (عليه السلام) لكنهم طمأنوه وأخبروه بالقصة كاملة, إنهم ملائكة وهم في مهمة لتدمير قرية سدوم على أهلها الظالمين, ثم غادروا بيته ليلاً بعد أن بشّروه وزوجته بغلام اسمه (اسحاق).

وأدرك إبراهيم (عليه السلام) وزوجه أنهما الآن أمام معجزة من معجزات الله, فهو رجل عجوز وزوجته عقيم لا تحمل ولا تلد لكن أمر الله نافذ, وهو على كل شيء قدير.

بعد قليل وصل الملائكة وعلى رأسهم جبريل (عليه السلام) إلى قرية سدوم, وأخبروا لوطا بمهمتهم, وطلبوا منه أن يرحل عن (سدوم) ويأخذ معه من آمن به.

وبعد قليل جاء أمر الله, وتزلزلت سدوم, ودمرت البيوت وصار عالي القرية سافلها, واختفى القوم الظالمون عن الوجود, إلا بعدا لقوم لقوط.

نساء تحت راية الحق
أم سليم بنت ملحان

هي الرميصاء بنت ملحان, وهي أم أنس بن مالك خادم النبي (صلى الله عليه وسلم).

تزوجهـا (مالـــك بن النضـر) فلما توفــي تزوجها أبو طلحة, زيد بن سهل, وكان مهرها الإسلام..

كانت امرأة تقية, أبية, مجاهدة, صابرة, شهدت معركة (أحد) ومعركة (حُنين) وفي هذه المعركة كانت تخفي خنجرها إن اقترب منها كافر ضربته به.

كانت (رضي الله عنها) عالمة تحب العلم والعلماء, روت الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

آلاء الله

عندما نقرأ سورة الرحمن, نجد أن آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان قد تكررت كثيرا, فما معنى كلمة آلاء?

(الآلاء) هي نعم الله التي أنعمها على عباده, وهي كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى.

فالبصر نعمة, والسمع نعمة, والذوق والشم واللمس, والطعام الذي نأكله فنستمتع بأكله, والشراب الذي نشربه فنستمتع بشربه, والصور الجميلة الرائعة التي نستمتع برؤيتها,... والعقل نعمة ما بعدها نعمة, فالنعم حولنا لا تعد ولا تحصى حقاً ألا تستحق كل هذه النعم أن نشكر خالقنا عليها?!

رسولنا رحيم

حاصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مدينة الطائف أكثر من عشرين يوما وكانت قبيلة (ثقيف) هي التي تسكن الطائف, فلما استعصت عليه طلب من أصحابه الرحيل والعودة إلى المدينة, فقال له أحد أصحابه: ادع الله على أهل الطائف يا رسول الله أن ينتقم منهم ويهلكهم.

فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يديه وقال: اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم مسلمين!!

قصة رائعة

طلب (الأشعث بن قيس) وهو سيد من سادات العرب من (عدي بن حاتم الطائي) أن يعيره قدور أبيه حاتم الكبيرة (الأواني الضخمة) التي كان يطبخ بها حاتم الطائي الطعام ويكرم الناس به.

فأرسل عدي القدور الكبيرة وهي مملوءة بالطعام إلى الأشعث. فقال له الأشعث: كنت أريدها فارغة لأطبخ بها الطعام وأكرم الضيوف.

فقال عدي: نحن لا نقدم قدور طعامنا وهي فارغة!!

 


 

محمد عدنان غنام