أقصوصة

أقصوصة

حياة البراري

يرسمها: رونـي سعيــد

يهوى تامر مشاهدة برامج الحيوانات والأحياء, وكان يشاهدها كل مساء. ولكن أخته الصغيرة مها, لم تكن تحبّها, إلا أنه كان يصرُّ عليها أن تتابعها فهي تفيدها وتسليها.

وفي مرة من المرات شاهدا على الشاشة أسداً ينقضّ على غزال, صاحت مها مذعورة وخبّأت عينيها في الحال وهي تقول: (هذا رهيب, يا للهول !) فضحك تامر في سرّه من قلبها المرهف.

قال لها: هل تتمنين لو أن الحيوانات لا تأكل اللحم وتكتفي بالنبات? وكادت مها تقول نعم فأضاف: إذا فعلت هذا لن تبقى شجرة أو عشب أو نبتة وستصبح الأرض مقفرة. لن تجد الغزلان ما تأكله وقد تموت جوعا. أما إذا وجدت ما تأكله فستتكاثر سريعا, حتى تملأ الغابات والوديان وكل المساحات وستزحف الحيوانات البرية نحونا وتأتي لتأكل شجرنا وزرعنا. وقد تدخل بيتنا وتأكلك وتأكلني... وهنا صاحت مها: هيا قم واتبعني. لنقفل النوافذ والأبواب, ولنحذّر الجيران والأحباب, ولنتصل بالشرطة والجيش, علّهم يمنعون زحف الوحوش.

ضحك تامر وقال: كنت أمزح يا أختاه فلا تخافي, هذا افتراض خيالي من تأليفي. افترضته كي تفهمي أن الله خلق الكائنات ووضع لحياتها نظاما ومواصفات. الأسود تأكل الغزلان والغزلان تأكل الأعشاب والأعشاب تتغذى من الشمس والماء والتراب. كل ما حولنا يعيش في توازن, فإذا اختل بشكل طفيف يختل نظام الكون, فلنترك أمر البراري لله الخالق الباري.

 


 

بسمة الخطيب