العالم يتقدم

العالم يتقدم

الكمبيوتر... والتفوق الرياضي

تسعى الدول إلى التفوق في مجال الألعاب الرياضية المختلفة, ومن ثم الحصول على مراكز متقدمة وحصد الميداليات في الدورات الرياضية الأولمبية. ويأتي التفوق بالتدريب المستمر والإعداد الجيد, وكذلك استخدام الأساليب العلمية للمساهمة في التدريب على مختلف أنواع الألعاب الرياضية.

ويهتم خبراء التدريب بما يطلق عليه (سرعة الاستجابة) للاعب, في مواجهة التغيرات التي تحدث في الملعب أو من المنافس. فعلى سبيل المثال, كيف يتصرف لاعب الكرة بسرعة, إذا انحرف بزاوية معينة عن مرمى الفريق المنافس, وما هي أنسب الركلات التي تحقق له تسجيل هدف, وكذلك في رياضة أخرى كالمبارزة, إذ ما هي أكثر الطعنات تأثيرا التي يمكن أن يوجهها اللاعب لجسم المنافس في جزء من الثانية, عندما ينحني جسمه بزاوية معينة. كل هذه التساؤلات وغيرها, يجيب عنها الكمبيوتر الرياضي, وبدراسة قراءته يمكن تصميم برامج التدريب الأكثر فاعلية, لتحقيق التقدم في المجال الرياضي.

(المحاكاة).. لتصميم روبوتات حديثة

على الرغم من التنوع الكبير في تصميمات الروبوتات لتناسب الأغراض المختلفة, سواء كانت شخصية, مثل الروبوت المنزلي, أو صناعية, مثل روبوت اللحام في مصانع السيارات الحديثة, فإن الخبراء يؤكدون أن مستقبل الروبوتات سوف يتوقف إلى حد كبير عن المواهب الإبداعية لمصممي ومهندسي هذه الروبوتات, وتطويرها بما يناسب الحياة في القرن القادم. ولهذا يُستخدم الكمبيوتر في تصميم هذه الروبوتات المستقبلية, بحيث تحقق أهدافها بكفاة عالية وأداء متميز. ومن أهم أجزاء الروبوت الحديث, تلك الرقاقات الإلكترونية التي تحشد فيها طاقات حسابية هائلة في حيز ضئيل, وهي التي تمكّن الروبوت من تشغيل أجهزة الاستشعار والإحساس داخله, حتى يستطيع التعرف على البيئة المحيطة به, خاصة العوائق التي تعترض طريقه وتمنعه من أداء عمله. وكذلك الإحساس بدرجة الحرارة والرطوبة وتسرب الغازات أو الإشعاعات. ولكي يمكن تصميم أحد هذه الروبوتات, يقوم الخبير بعمل نموذج كمبيوتري - يطلق عليه (المحاكاة) - لحركة الروبوت سواءء الأفقية أو الرأسية, ومن ثم يمكنه أن يتعرف على نواحي الضعف والقوة في التصميم, فيقوم بتعديلها بحيث يصبح الروبوت أكثر كفاءةء وفاعلية.

الديناصور... والإلكترونيات

عندما تشاهد أحد الديناصورات على شاشة السينما أو التلفاز, ربما تتصور أنه حيوان حقيقي. ولكن الواقع أنه مجرد تمثال دقيق الصنع وبالحجم الطبيعي للديناصور الذي عاش منذ مئات الملايين من السنين وانقرض فجأة من نحو 65 مليون سنة. ويحتوي تمثال الديناصور على دوائر وصمامات ومفاتيح إلكترونية وعدسات ومحركات صغيرة, تقوم بتشغيل هذا التمثال وتجعله يبدو حقيقياً. والتصميمات الحديثة للديناصور, تدخل في تشغيل أشعة الليزر والتطورات في علم الإلكترونيات, بحيث تستطيع الديناصورات المجسّمة, أن تؤدي حركات لم تكن تتمكّن من أدائها من قبل, مثل القفز لارتفاعات عالية, وكذلك يمكن لهذه الديناصورات أن تُظهر نبضات قلبها وسريان دمائها وتموجات عضلاتها. بحيث تكتسب شكلاً جديداً أكثر واقعية في أفلام السينما أو الحلقات التلفازية, وكل هذا من أجل زيادة متعة المشاهدين.

قمر المراقبة.. المجهري

تتعدد أهداف الأقمار الصناعية في الفضا, فالبعض منها لها مهام مدنية مثل أقمار الاتصالات وأقمار الأرصاد الجوية وأقمار الملاحة وأقمار موارد الأرض, كما أن لبعض الأقمار الصناعية مهام عسكرية مثل التعرف على المنشآت والقواعد العسكرية للعدو وكذلك مراقبة الأهداف المتحركة مثل السفن والطائرات الحربية, حتى لا تمثل خطرا على إحدى الدول.

ومن أحدث التطورات في مجال الأقمار العسكرية, ذلك القمر الصغير الدائري الشكل الذي أطلق عليه (المجهري) بسبب حجمه الضئيل والذي من الصعب رصده. إذ إن قطر هذا القمر المجهري لا يتجاوز خمسة عشر سنتيمتراً, ويبلغ وزنه ستين جراما ويستمد طاقته من بطارية صغيرة وقوية من مادة (الليثيوم), وتصل سرعة القمر المجهري إلى سبعين كيلومتراً في الساعة, ويزوّد بآلة تصوير بالغة الدقة لا يزيد وزنها على عدة جرامات فقط.

ومن بين مهام هذا القمر الصناعي المجهري, الرقابة على المنشآت التي تستخدم المواد المشعة ويمكن أن تستعمل لأغراض عسكرية, وكذلك التعرف على أماكن الأسلحة البيولوجية والكيميائية, وذلك للاستعداد لمواجهتها, حتى يسود السلام العالم كله.

 


 

رءوف وصفي