عن مجلة (حياة الطفل)

عن مجلة (حياة الطفل)

الفأر النظيف

كان (جيرو) فأرا يعيش في بيت صغير في منتصف الجبل مع والديه, وكان سعيدا جدا معظم الوقت, ولولا تأنيب والده له على قذارته لتمت سعادته. فـ(فجيرو) يكون أبيض حين يكون نظيفا, وهذا لا يحدث غالبا, لأنه يهبط من مدفئة مطعم السيدة رامبو ليبحث عن بقايا الطعام لغذائه. واعتاد أبوه أن يقول له:

- أيها الفأر الصغير.. أنت عار علينا, لماذا لا تأخذ حماما وتغسل هذا السخام الذي يغطيك?

حين يقول أبوه ذلك, كان يشعر بالتعاسة, فهو ببساطة لا يحب أن يستحم, وهو يكره الاستحمام كراهيته لقطة السيدة رامبو, لكن يضايقه أيضا تأنيب والده له كل يوم.

وذات يوم, صعد (جيرو) إلى قمة الهضبة, وتدحرج مسرعا حتى يهبط المسافة دون بذل مجهود إلى بيت ابن عمه, وهو يقول:

- أحب ابن عمي لأنه لا يهتم سواء كنت نظيفا أم قذرا.

وكانت سرعته تزداد كل ثانية أثناء هبوطه. وفكر: لا أستطيع أن أتوقف. كان المنحدر ينحرف عند أسفل الهضبة, لكن (جيرو) لم ينحرف معه, فقد كان يهبط بسرعة شديدة.

في تلك اللحظة, كانت السيدة رامبو في الحديقة الخلفية لمطعمها تشرب الشاي. تخيل دهشتها حين هبط عليها فأر, وسقط في فنجان الشاي. كان الاثنان دهشين.

قالت المرأة العجوز: لم أر فأرا قذرا في حياتي مثل هذا, ونظفت (جيرو) بفرشاة أسنان قديمة, حتى أن أحدا لن يتعرف عليه, ولا القطة كوليت, لقد أصبح فأرا نظيفا جدا.

حملته السيدة رامبو, ووضعته على ورقة نشاف ليجف.

كانت القطة قريبة منه, وقد ظنته أحد أولادها. فحملته من عنقه وهو يتلوى, ووضعته في السلة مع بقية أولادها.

لحسن حظه, أن القطة لا تعرف العد, فهي لا تعرف كم قطيطة لديها.

قال (جيرو) لنفسه: إذا لم تستطع القطة أن تفرق بيني وبين أولادها, فتلك ليست غلطتي, على كل حال لا بد أن أتناول غذائي.

ولعق كل الحليب الذي وضعته السيدة للقطة.

وامتلأ بطنه, حتى إنه تدحرج بصعوبة خارج النافذة, وسار إلى بيته.

وسعدت العائلة بابنها الذي أصبح نظيفا, ورقصوا جميعا.

وشعر (جيرو) بالسعادة وقرر أن يظل نظيفا.

أما القطة فقد جلست أسفل مدخنة المطعم تنتظر فأرا قذرا ينسل من هناك لتمسكه.

ومازالت تنتظر حتى الآن.

 


 

أحمد عمر شاهين