أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يحمل شهر فبراير لنا أكثر من معنى, فهو كما تعرفون أقصر شهور العام في عدد الأيام, ولكنه يقبل علينا وهو مزدحم بالمناسبات المهمة. فبالنسبة لدولتنا الحبيبة الكويت, نراها تحتفل بعيدين وطنيين من أعيادها, ألا وهما عيد الاستقلال وعيد التحرير, العيد الأول هو ذكرى استقلالها عن الحماية البريطانية التي كانت تهيمن على منطقتنا العربية وعلى بقاع أخرى من العالم, وقد حدث هذا عام 1961, ومنذ ذلك التاريخ والكويت دولة مستقلة لها سيادتها, ومقعدها الخاص في الأمم المتحدة. وقد أثبتت الكويت منذ ذلك التاريخ أنها جديرة بهذه السيادة, فلم تقف إلا بجانب القضايا العادلة, ولم تقدم العون للأصدقاء إلا من أجل الخير والتنمية. أما العيد الثاني فهو عيد تحرير الكويت من آثار الاحتلال العراقي الغاشم الذي اجتاح أراضيها عام 1990, وقد ظفرت الكويت بحريتها بعد سبعة أشهر من الاحتلال. وبذلك ذاقت الكويت طعم الحرية مرتين في تاريخها المعاصر, وهي من أكثر شعوب العالم إحساسا وتقديرا لهذه الحرية, وقد جعلها هذا حريصة على ألا تقع أي دولة أخرى فريسة للحرمان من هذه النعمة الغالية.

إضافة لاحتفالات الكويت فإن هناك احتفالا ضخما يضمنا جميعا كعرب وكمسلمين وهو عيد الأضحى المبارك, وكلمة الأضحى جاءت من التضحية, وهي تضحية لم تحدث في الزمن الماضي فقط مع سيدنا إبراهيم عليه السلام, ولكنها مازالت تتواصل حتى اليوم, فعلينا أن نتذكر أنه في الوقت الذي نحتفل فيه بهذا العيد يقوم العشرات من إخوتنا في فلسطين بالتضحية بأنفسهم من أجل الظفر بالحرية من العدو الإسرائيلي الذي يحتل أراضيهم, وهم بذلك يدفعون الثمن الغالي للحرية حتى يأتي عليهم عيد الأضحى ذات يوم وقد اقترن بعيد تحريرهم, وهو يوم ندعو الله أن يكون قريبا.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف