العالم يتقدم

العالم يتقدم

مكافحة حرائق الطائرات.. بالكمبيوتر

عندما دوت صفارات الإنذار في مطار (هيثرو) بلندن, هرع رجال الإطفاء خلال عدة دقائق إلى مكان طائرة عملاقة, كانت تشتعل بالنيران في أجزاء مختلفة من هيكلها الضخم. وفي غرفة المراقبة كان عدد من خبراء مكافحة حرائق الطائرات, يشاهدون ما يحدث فوق شاشة كمبيوتر أمامهم, ويضغطون على عدة أزرار لإطلاق المواد الرغوية المخصصة لإطفاء حرائق الطائرات. كما أنهم أخذوا يوجهون رجال الإطفاء - بواسطة أجهزة استقبال خاصة في خوذاتهم - بأوامر متلاحقة توضح الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الحريق وإنقاذ الركاب وطاقم الطائرة, وذلك وفقا لما يراه الخبراء فوق شاشة الكمبيوتر.

وبعد نحو عشر دقائق, أمكن السيطرة على الحريق ولم يصب أحد في الحادث. الواقع أن هذا لم يكن حريقا فعليا لطائرة فوق أرض مطار (هيثرو), ولكنها مجرد (تجربة) لاختبار مدى كفاءة رجال الإطفاء وسرعتهم في التعامل مع الحرائق التي قد تنشب في الطائرات فوق أرض المطار, وكذلك تقدير مدى إمكانية توافقهم مع الكمبيوتر المتخصص وخبراء مكافحة الحرائق.

وتكمن خطورة حرائق الطائرات في أن وقودها عندما يشتعل تصل درجة حرارته إلى نحو ألف وثلاثمائة درجة مئوية خلال دقيقتين فقط! وقد أمكن إجراء هذه التجربة على هيكل طائرة حديثة صُنع خصيصاً لهذا الغرض, حيث أُشعلت النيران في أماكن مختلفة منه, بواسطة مواد ملتهبة.

(علاج).. الشعاب المرجانية

عندما هبط الغوّاص إلى مسافة بعيدة تحت سطح المحيط, فوجئ بأن ألوان الشعاب المرجانية - والتي تشغل مساحة كبيرة عند الشواطئ الأسترالية - قد أصبحت داكنة, كما لاحظ أن بها أجزاء مكسورة. وبمجرد عودته إلى مراكز المتابعة عند الشاطئ, قدّم تقريراً يوضح فيه مدى الدمار الذي أصاب الشعاب المرجانية الأسترالية, والتي يُطلق عليها (الحدائق البحرية) لما تحتويه من تركيبات طبيعية من الصخور التي تشبه النباتات والزهور الملونة.

ومن المعروف أن هذه الشعاب المرجانية, قد تكونت بفعل حيوانات بحرية دقيقة هي (الحيوانات المرجانية), التي تبني هياكل صلبة من الصخور الجيرية لتحتمي بداخلها من هجوم الحيوانات البحرية المفترسة. وتحصل الحيوانات المرجانية على المواد اللازمة لبناء هذه التركيبات من أملاح الكالسيوم الذائبة في مياه البحار والمحيطات, ثم تقوم بترسيبها على شكل صخور, هي (الشعاب المرجانية) التي توجد تحت سطح المياه.

واتضح أن سبب (مرض) الشعاب المرجانية الأسترالية, هو تلوث المياه بما تلقيه السفن من فضلات أثناء مرورها في هذه المناطق, ومن ثم بدأت في أستراليا حملة (علاج) للشعاب المرجانية التي تعد أحد المعالم السياحية هناك. وأخذ العلماء عينات من الشعاب المرجانية وأجروا عليها التجارب, للتعرف على أعراض (المرض), وذلك بالتحليل الكيميائي الدقيق لعينات المياه التي تحيط بها وتتخللها, ووضع البعض منها في (حضّانات) خاصة تحتوي على مياه نقية غير ملوثة وإمرار غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات محسوبة ثم مراقبة نموها بواسطة الكمبيوتر.

وبعد فترة طويلة, تبيّن أن الشعاب المرجانية (المريضة) تسترد عافيتها في هذه الظروف الجديدة. ولهذا أوصى العلماء بمنع السفن من المرور بالقرب من المناطق التي تنمو فيها الشعاب المرجانية, بالإضافة إلى تنظيف بيئتها من أي تلوث قد يؤثر عليها.

 


 

رءوف وصفي