أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أحيانا تقودنا كل المعاني الجميلة إلى شخص واحد, فمن أكثر رحمة من أم ترعى وليدها وتهب له كل ما يحتاج إليه من رعاية وحنان خاصة حين يكون صغيرا في حاجة دائمة لمن يحمله ويطعمه ويلاعبه ويبقى معه في كل لحظة, ومن يقدر على تضحية مثلما تقدر الأم على القيام بها?! فهي تبذل الجانب الأكبر من عمرها وهي تعطي دون أن تنتظر المقابل, بل إنها تجد السعادة الغامرة في هذا العطاء, وكلما أعطت أكثر أصبحت أكثر سعادة, ومن أشد محبة من الأم? لأنها تعطي من هذه المحبة بلا حساب, وتبذلها دون ثمن, حتى ولو قابلتها أحيانا عوامل الفتور أو اللامبالاة, وهي الكائن الوحيد الذي يريد لأولاده أن يكونوا أفضل منه وأكثر سعادة, لذا كان من الطبيعي أن يضع الله سبحانه وتعالى الجنة تحت أقدام الأمهات, ليس هناك مخلوق أجدر من ذلك, وفي هذا الشهر ومع بداية فصل الربيع نحتفل جميعا بعيد الأم, وهي مناسبة صغيرة لصاحبه فضل كبير, فلا يكفي يوم واحد في العام لتقدير فضلها, ولا توجد هدية توازي قدرها, ولكن من فضل الله عليكم يا أبنائي الأعزاء أن الأم تكتفي بالقليل, فهي حتى في هذا اليوم تعطي ولا تأخذ, يكفيها كلمة محبة تقولها خالصة من كل قلبك, فالأم لا تنتظر منك إلا المحبة, هذه هديتها, وهي يجب ألا تقتصر على يوم في العام, ولكن عليك أن ترددها لها طوال عمرك فهي تستحقها ولا تريد غيرها, لأن الحب سوف يقودك إلى أن تفعل كل الأفعال التي لا تنطوي إلا على المحبة, وهكذا دع الابتسامة الموجودة في قلبك تخرج إلى وجهك وأنت تقول لأمك في عيدها (كل عام وأنت طيبة يا أمي).

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف