عيون الفضاء.. والمستقبل

عيون الفضاء.. والمستقبل

هل تعلم أن (عيون الفضاء) تجوب أرجاء الكون على بعد مئات الكيلومترات من كوكب الأرض, ترصد الظواهر الكونية المثيرة? إن هذه (العيون) هي مراصد فضائية تسبر أغوار الكون البعيد, حيث تقف المراصد الأرضية عاجزة, لأن الغلاف الجوي للأرض - الذي يشبه ستاراً رقيقا - يمثل عائقاً يحول دون التعرف على أعماق الكون.

وكان أول هذه المراصد الفضائية, (هابل) الذي أطلق في أبريل عام 1990, وانتظم في مداره على ارتفاع نحو ستمائة كيلومتر من كوكب الأرض. وقد استطاع المرصد الفلكي الفضائي (هابل) منذ إطلاقه وحتى الآن, أن يكشف العديد من الألغاز الكونية, مثل الثقوب السوداء, كما تمكن من التقاط صور فريدة ومثيرة للمجرات والسدائم, وهي جزر الكون الكبرى.

ويصمم علماء الفلك في الوقت الحاضر, الجيل الجديد من المراصد الفضائية, التي سوف تتميز بإمكان دراسة الكون بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية, حتى تكتشف تلك الأجسام الفضائية التي تبث هذه الإشعاعات غير المرئية, ولا يمكن رصدها بالمراصد التي تعتمد على أشعة الضوء العادي. كما سوف تزود المراصد الفضائية المستقبلية, بآلات تصوير بالغة الدقة ذات مدى واسع, يمكنها التقاط صور واضحة للأجسام الفضائية التي تبعد عنا بملايين السنوات الضوئية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة, مع العلم أنه يقطع نحو ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.

الحشرات الآلية.. تغزو المريخ

ما إن انتهى العالم الفرنسي من تصميم الروبوت الضئيل, وبدأ في تشغيله, حتى هتف ابنه الصغير الذي كان يراقبه في المختبر عن كثب: (ما هذا يا أبي?) ابتسم الأب العالم وقال: (كما ترى يا ابني.. إنه روبوت صغير.. يشبه الحشرة!) تساءل الابن في دهشة: (ولكن لماذا يا أبي صممته بهذا الشكل!) اقترب الأب من الابن وقال: (تعلم أن حلم السفر في الفضاء.. كان يراود الجنس البشري منذ زمن طويل.. ونجح العلماء في إرسال عدة سفن فضائية إلى عدد من كواكب وأقمار المجموعة الشمسية.. وأمكن لها إسقاط مركبات صغيرة لتهبط فوق هذه الكواكب والأقمار لدراستها) تريث العالم الفرنسي لبرهة ثم أكمل قائلا: (.. ولكن اتضح أن هناك شقوقاً في صخور الكواكب والأقمار.. لا تتمكن المركبات الفضائية من الدخول إليها.. ومن ثم لم نستطع اكتشاف الأسرار التي توجد داخلها! ولهذا قمت بتصميم هذه الحشرات الآلية.. لتتمكن من الدخول إلى شقوق الصخور والبحث فيها.. على أن تطلقها سفن فضائية إلى الكوكب أو القمر).

عاد الابن يتساءل: (أبي! كيف استطعت تصميم الحشرات الآلية بهذه الدقة?).

أشار الأب العالم إلى الحشرة الآلية التي أخذت تسير ببطء في أنحاء المختبر:

- لقد راقبت إحدى الحشرات لفترة طويلة.. بل والتقطت لها فيلما لأشاهده عدة مرات, وكذلك على سلوكها خاصة عندما تدخل إلى الأماكن الضيقة كالشقوق! وهكذا تمكنت من تصميم الحشرة الآلية.. التي ستنطلق في أول رحلة لها إلى كوكب المريخ.. خلال السنوات القليلة المقبلة! وستكون الحشرات الآلية قادرة على إرسال معلومات وصور من الأماكن الضيقة التي تدخل إليها بين صخور المريخ.

وسيمكن التحكم في حركتها.. بواسطة أجهزة التحكم عن بعد.. وستكون هذه أول معلومات من نوعها.. في تاريخ غزو الإنسان للفضاء.

 


 

رءوف وصفي