ارسم ولون واعرف

ارسم ولون واعرف

رسام له جناحان!!

في عام 1963, أي قبل 40 سنة, كان الفتى الكويتي جعفر إصلاح أكبر منكم قليلا: كان عمره 17 عاما, حين سافر للمرة الأولى إلى أوربا, وبالتحديد إلى لندن وكوبنهاجن. هذه الرحلة المبكرة كانت البداية للسندباد الرسام, لأن جعفر عندما أكمل دراسته الثانوية في 1966, انطلق إلى الولايات المتحدة - حيث درس لخمس سنوات - الفنون الجميلة, والعمارة, وتخرج في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا.

وفي العام التالي لتخرجه, أي في 1971, عاد إلى كوبنهاجن, ولكن هذه المرة كطالب زائر للأكاديمية الملكية للفنون الجميلة, وبين الكويت, وإيطاليا, وفرنسا, ومصر, والهند, وإندونيسيا وبلاد كثيرة - أكاد لا أذكرها - كان للفنان الكويتي جعفر إصلاح مرسم وألوان وقلب يرسم به بلاده والشرق عموماً.

ولأنه يعرف أن الأواني الفخارية تصنع من طين واحد. فلا خوف من أن الأواني توضع معا. وهكذا الإنسان الذي يجب ألا يخاف من التعامل مع الآخرين لأن أصل الإنسان واحد.

والبيت الكويتي الذي يرسمه جعفر إصلاح في هذه اللوحة التي أدعوكم لتلوينها, يحمل عنوان (غرام مع الشرق). إنه غرام (حب) جعفر للشرق (الكويت) الذي جعله يقدم (البيت) بهذه الطريقة الجميلة التي تذكرنا بالبيوت القديمة. بابها المفتوح يتجه نحو القلب. إنه قلب جعفر. أو قلب الوطن الذي يرحب بالزائرين. والبيت يشبه وجه الإنسان لو تأملناه: عينان وأنف وفم. وربما لحية ملوّنة وشعر للرأس أيضا. ربما يشبه بيتا من جنوب مصر, أو من مدينة ساحلية تونسية, أو تشبه نوافذه زخارف هندية. أو أنه يشبه كل ذلك. فالرسام له جناحان طاف بهما كل هذه البلاد, وهو يعرف أن عمارة البيوت مثل البشر تتأثر بالجيران, ألا يشبه بيتك بيت جيرانك?!

 


 

أشرف أبواليزيد