أبنائي الأعزاء
أبنائي الأعزاء
نحن نعرف أن المعمل هو المكان الذي يجري فيه العالم تجاربه، وهو يدخله مسلحًا بالعلم والمعرفة ليقدم لنا الجديد، ولكن هل سمعتم عن العلماء الهواة الذين لم يدخلوا معملا في حياتهم، ومع ذلك أضافوا كثيرًا إلى المعرفة البشرية، إنهم كثيرون، وخاصة الذين يراقبون مظاهر الحياة الطبيعية، فقد أمدّونا بمعلومات غزيرة عن أنواع النباتات وهجرات الطيور وتأثير الطقس والمناخ، ومن أشهر هؤلاء الهواة العالِم الهندي سليم معز الدين الذي تحول من الهواية إلى الاحتراف وأصبح عالما بالطيور، وعالم بيئة ومستكشفًا، وكاتبًا، لقد راقب سليم الطيور على مدى سنوات طويلة، وتنقل في كل أرجاء القارة الهندية، وكتب موسوعة كبيرة عن أنواعها، ومواسم هجرتها، وأماكن تجمعها، وساهم في إنشاء محميات طبيعية توفر لها المأوى واستمرار الحياة حتى لا تنقرض، وقد خاض معركة كبيرة بمساعدة جمعيات محبي البيئة، حين حاولت السلطات أن تنشئ محطة لتوليد الطاقة في وادي كيرالا، وطالب المسئولين بأن يتركوا هذا الوادي الصامت الذي تأوي إليه آلاف الأنواع من الطيور كمحمية طبيعية وأن يبحثوا عن مكان آخر لإنشاء المحطة، وهو أشبه بالزعيم الهندي غاندي في تقشفه وفي زهده، فهو يعمل كثيرًا، ولكن احتياجاته من العالم قليلة جدًا، وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، ولكنه كان يتبرع دائما بقيمة الجوائز المالية للطلبة والدارسين، وله دراجة بخارية يعتز بها كثيرًا، وحتى عندما حضر مؤتمرًا في السويد شحنها معه، وعندما دخل إلى قاعة المؤتمر وهو يركبها ذهل الجميع لأنهم اعتقدوا أنه جاء من الهند على متنها، ولكنه استخدمها بعد ذلك في تجواله في بقية أوربا ليقابل أصدقاءه من البشر والطيور.
|