دب القمر

دب القمر

أنا دب الهيمالايا الأسود..

يسموننى دب القمر أيضاً, وسأرجئ محاولتى لتفسير هذه التسمية الآن, لأن لديّ ما هو أهم لأخبركم به أولا. فأنا أعيش حياة تُضحك وتُبكي, إذ تحولت إلى مهرج أرقص وأتمايل أمام الناس, بينما قلبى ينفطر داخلى من شدة الحزن وأنا أتساءل بحسرة: كيف وصلت بى الحال إلى هذه الدرجة المهينة?

بالطبع أعرف الاجابة على هذا السؤال الذى يتردد داخلى بلا انقطاع, وسأخبركم بحكايتى لعلكم تجدون فيها مغزى يفيدكم فى حياتكم الشخصية الآن, وفيما بعد عندما تكبرون. فنحن سكان بيت واحد هو الأرض, ولا بد أن هناك فائدة ما عندما يتأمل البشر ما يحدث للكائنات الأخرى من حولهم.

من اسمى الأصلى تعرفون أننى أعيش فى جبال الهيمالايا التى تعد من أعلى سلاسل الجبال فى العالم. وفى شمال الهند منطقة اسمها (سيكيم) تلامس هضبة التبت التى تعتليها سلسلة الجبال التى أعيش فيها. وعندما يأتي الشتاء وتهبط درجة الحرارة كثيراً, اضطر للهبوط قليلاً إلى أسفل لأعثر على الأشجار التي لا تغطيها الثلوج, خاصة أشجار التوت التي أحب ثمارها الحلوة كثيرا. وبينما أنا أهبط حالما بثمار التوت, أكون غير منتبه للفخاخ التي يصنعها الصيادون الهنود فى طريقى.. أقع فى الفخ, ويكبلوننى ويكممون فمى. بعد ذلك يخلعون أسنانى ويقصون مخالبى, وأتحول إلى عبد لمرقًّص الدببة, أرقص حتى لا يضربنى بعصاه, وأرقص حتى لا يحرمنى من الطعام الذى يقدمه لى من الخبز المبلول وقليل من الحليب بالسكر.

لماذا وصلت إلى هذا الحال?

أتساءل, وأعرف الإجابة, ولابد أنكم تعرفونها.

أما لماذا يسموننى (دب القمر)? فأنا لا أعرف إجابة محددة, اللهم إلاّ إذا كان السبب هو أن البشر عندما ينظرون إلى القمر عندما يصير بدراً فى السماء, يُهيّأ لهم أن الظلال التى تكونها تضاريس القمر ترسم صورة دب أسود من دببة جبال الهيمالايا, مثلى.

ربما..

القاموس:

يُرجئ = يؤخّر

ينفطر = ينشقّ

مغزى = معنى وهدف

يكبّل = يقيّد

الحقيقة العلمية:

  • تهبط درجة الحرارة نصف درجة مئوية كلما ارتفعنا مائة متر فى الجبال.
  • يشن أنصار البيئة فى العالم حملة دولية لإنقاذ دببة الهيمالايا السوداء من الصيد الجائر.

 


 

محمد المخزنجي