جدو عبدو والكمبيوتر

جدو عبدو والكمبيوتر

رسوم: عادل البطراوي

يوسف الصغير يراقب جده, ويركز عليه حتى حين يقرأ الصحيفة, ويحاول أن يتعرف على ما يهم منها, وذات يوم قال لجده.

- لقد لاحظت أنك تقرأ شيئا غريبا في صحيفتك.

- أي شيء هو?

- مع أنك ترفض (الغيبيات), تقرأ البخت والحظ!

ضحك الجد, وهو يقول: أنا لا أصدق هذا الكلام الفارغ.

- رأيتك مرة تلقي عليه نظرة.

- ربما من باب حب الاستطلاع أو التسلية.. لا يعرف الغيب إلا الله.. وأحييك يا يوسف لأنك تعرف الفارق بين الغيب والغيبيات.

- شكرا جدو, لكن الدنيا كلها تحاول استطلاع المستقبل.

- نعم, بالعلم والدراسة, وليس بالخرافة.. هنا هتف يوسف: بالعلم.. وأعلى مراتبه الكمبيوتر..!!

نظر إليه الجد في ارتياب, لأن كلمة الكمبيوتر أصبحت تثير لديه حساسية خاصة.

فأضاف يوسف:

- الكمبيوتر سيرى لك البخت, ويقرأ الطالع ويعرف لك حظك, ومستقبلك.

قهقه الجد, وهو يعقب:

- هل لديك كمبيوتر من طراز (نبيّن زين)?

ضحك يوسف, وهو يتصور الكمبيوتر متجولا في الشوارع ينادي بهذه العبارة, والجد يقول:

- لقد تماديتم في العبث واللعب بهذا الجهاز.. هل وصل بكم الأمر إلى توظيفه في الخرافة?

- أنت يا جدو إنسان مرح, تحب الفكاهة, لكنك فجأة تنقلب جادا مقطبا جبينك, غاضبا..

- يحدث ذلك عندما تتجاوزون الحد..

علمتنا أنه لا بأس من شيء من الترويح والترفيه..

- أنا مضطر لأن أضيء اللون الأحمر, لتتوقفوا..

- الإنترنت يا جدو? صفحات فكاهية!

- أعرف.. لكن استخدام الكمبيوتر في معرفة البخت أمر غير مقبول ولا معقول..

- هو برنامج صممته بنفسي, وأريد أن تكون أول من أجربه معه!

وفجأة ارتفع صوت الجد, يصرخ وينادي:

- النجدة.. الحقني يا (بيل جيتس).

وضحك (يوسف):

- (بيل جيتس) يا جدو في أمريكا, ولن يسمعك.

هدأ الجد, وضحك, ويوسف يواصل..

- هو مشغول يا جدو في تطوير برامجه وحواسيبه لكن فيما أعتقد لا يمكن أن يخطر بباله أن يجعل منه (بنورة مسحورة).

- جرّب يا جدو.. أنت تردد دائما: التجارب تحقق لنا نجاحا علميا.

ردد الجد: علميا.. علميا.. علميا وليس خرافيا.. هل برمجت هذا الكمبيوتر ليقول لي: (عمرك طويل, رزقك كتير, قول إن شاء الله)..

ضحك يوسف للطريقة التي ردد بها الجد هذه العبارات, وكان قد سمعها من ضاربة الرمل في فيلم قديم..

وارتاح الجد لضحكات حفيده, وقال له: يا بني مازال للكلام بقية.

نلتقي في العدد القادم مع جدو عبده وقراءة الطالع.

 


 

عبد التواب يوسف