خان الإفرنج.. أهم المعالم الأثرية في صيدا

خان الإفرنج.. أهم المعالم الأثرية في صيدا

جولة مع العربي الصغير

زار (العربي الصغير) مكانا جميلا في مدينة صيدا اللبنانية. هو (خان الإفرنج).

وكلمة (خان) كانت تطلق قديما على الفندق الصغير, ولم يكن (العربي الصغير) قد رأى خاناً من قبل. لذلك كان متشوقاً جداً للتعرف إليه.

تطل بوابة الخان على البحر, وتسمى البوابة البحرية.

تطلّ بوابة الخان على البحر, وتسمى البوابة البحرية وهي عالية وواسعة جداً. دخل (العربي الصغير) إلى الخان, فوجد أمامه ساحة كبيرة غير مسقوفة, وحولها من الجهات الأربع يوجد مبنى من طابقين. هذا المبنى يحتوي على غرف الخان, وهو يتميّز بالقناطر الجميلة التي ترتفع أمام الغرف.

اقتربت المرشدة السياحية (تهاني) من (العربي الصغير), وحيّته ورافقته في جولته داخل الخان. وفي البداية قدّمت له لمحة سريعة عن تاريخ هذا الخان وقالت: (بنى الأمير اللبناني (فخر الدين الثاني) هذا الخان حوالي عام1610, فقد كانت له علاقات جيدة مع فرنسا, وكان يشجع التجار الفرنسيين على القدوم إلى لبنان. وبنى هذا الخان لهم حتى يناموا ويرتاحوا فيه عند وصولهم إلى لبنان. وبما أنهم كانوا يحضرون معهم بضائع كثيرة, فقد بنيت غرف كبيرة, كذلك كانت مداخل الخان واسعة وعالية).

سارت تهاني مع (العربي الصغير) الى الاسطبل وقالت له: (كان الناس قديما يسافرون على الخيول والدواب, وكان كل مسافر يحتاج إلى مكان لحصانه أو حماره, حتى يكون قريبا منه طوال الليل, وقد خصص هذا المكان لذلك).

ثم انتقل الاثنان إلى حمامات الخان. وهي طبعا ليست كحماماتنا هذه الأيام, بل هي عبارة عن غرف صغيرة جدا فيها أجران ومقاعد حجرية.

سأل (العربي الصغير): (كيف بقي الخان كل هذه السنوات?).

فأجابت تهاني: (إنه أكبر الخانات في العالم العربي وأقدمها, وهو في الحقيقة ملك الدولة الفرنسية. وأثناء الحرب اللبنانية أي بين عامي 1975 و1990 تعرض الخان لأضرار كبيرة وتهدّم قسم منه. ولكن بعد أن حلّ السلام, استأجرت مؤسسة (الحريري) الخان من الدولة الفرنسية وذلك بهدف ترميمه وإصلاحه. ومنذ أكثر من عشر سنوات وعملية الترميم مستمرة بالتعاون مع علماء آثار وترميم عالميين, وفي الأيام المقبلة سيتم بناء بركة ماء وسط الساحة وهي البركة التي تهدّمت أثناء الحرب).

رأى (العربي الصغير) مجموعة من السياح الذين كانوا يزورون (خان الإفرنج), وكان هناك أيضا بعض الأطفال يرسمون ويحضّرون لمعرض الرسم الذي سيقام في الخان بعد أيام. وقد عرف (العربي الصغير) أن الخان ليس مجرد مكان سياحي بل هو مكان للنشاطات الفنية والإبداعية إذ تقام فيه المعارض والمسرحيات والاحتفالات والمؤتمرات أيضا.

انتهت الزيارة عند (البوابة الشرقية), وهي التي كانت تقود التجار والمسافرين من الخان إلى سوق مدينة صيدا مباشرة. واشترى بعض الهدايا لأهله, إضافة إلى الصور الجميلة التي التقطها في الخان. وهذه الصور هي هدية (العربي الصغير) لكم. نرجو أن تعجبكم وأن تكونوا قد استمعتم بهذه الزيارة.

 


 

بسمة الخطيب





سيّاح زوّار من كل الأعمار





السلّم الذي يؤدي إلى الطابق العلوي في خان الإفرنج





الخان وهو مبنى من طابقين تزيّنه القناطر الجميلة وفي الوسط ساحة كبيرة