محطة الفضاء... جاهزة للاستخدام

محطة الفضاء... جاهزة للاستخدام

أخيرا تحقق حلم الإنسان في أن ينشئ أول محطة فضاء. إذ توشك محطة الفضاء الدولية (الحرية) على استكمال أجهزتها ومعداتها, استعدادا لاستقبال أول رواد فضاء يقيمون فيها بصفة دائمة, بعد تدريبهم على الحياة في ظروف انعدام الوزن والجاذبية الضعيفة.

ويقوم مكوك فضاء بنقل معدات جديدة, يتم تثبيتها بجانب المعدات التي سبق وضعها في مدار محطة الفضاء, وذلك تمهيدا لاستكمال البناء وبدء النشاط.

وسوف تقوم محطة الفضاء بأعمال عدة - تحت إشراف رواد الفضاء المدربين - منها رصد الفضاء الخارجي والدراسة الدقيقة للظواهر الكونية المثيرة مثل الثقوب السوداء, وإجراء تجارب لإنتاج مواد شديدة النقاء من الصعب إنتاجها فوق كوكب الأرض مثل البلورات التي تستخدم في تصنيع عدد كبير من المنتجات الإلكترونية, بالإضافة إلى تجهيز مكان بمحطة الفضاء ليستخدم كمرفأ لهبوط وانطلاق السفن الفضائية المتجهة إلى الكواكب والكويكبات, مع إمكان تزويدها بالوقود والمعدات اللازمة لها, خاصة تلك المعدات الخاصة بالتعدين فوق الكويكبات, وذلك بواسطة (بطاريات شمسية) في شكل عدد هائل من الخلايا (الفوتوفلطية) وهي خلايا إلكترونية تتولد فيها تيارات كهربية بتعرضها لأشعة الضوء مثل أشعة الشمس.

الوهج القطبي ظاهرة طبيعية مثيرة, تحدث في الطبقات العليا من الغلاف الجوي, على ارتفاعات تتراوح عادة بين 80 إلى 120 كيلومترا, ولكنها قد تصل أحيانا إلى ألف كيلومتر.

ويظهر الوهج القطبي على هيئة ضوء شديد ملوّن يغطي مساحات كبيرة من السماء, ويكون منتشراً كقوس قزح, ذي ألوان عدة مثل الأزرق والأخضر والأحمر والبرتقالي والبنفسجي. ويتخذ الوهج القطبي أشكالا متنوعة, فقد يكون على شكل أشعة أو أقواس أو قطع مضيئة متموّجة أو غير ذلك.

ويشاهد الوهج القطبي في المناطق المجاورة للقطب المغناطيسي للأرض, مثل شمال النرويج وسيبيريا, وقد حيّرت هذه الظاهرة الطبيعية علماء الفلك طويلا, إلى أن استطاعوا أخيرا حل لغز الوهج القطبي باستخدام الأقمار الصناعية والسفن الفضائية الاستكشافية.

فقد اتضح أنه أثناء حدوث انفجارات فوق الشمس, تنطلق منها (الرياح الشمسية) في اتجاه كواكب المجموعة الشمسية ومنها الأرض. والرياح الشمسية عبارة عن جسيمات دون ذرية مشحونة مثل الإلكترونات (سالبة الشحنة) وبروتونات (موجبة الشحنة) وتصطدم هذه الجسيمات بغازيّ الأكسجين والنيتروجين في طبقات الجو العليا, ويدفعها ذلك المجال المغناطيسي للأرض, وبسبب وجود نوعين مختلفين من الشحنات الكهربية السالبة والموجبة, يحدث فرق في الجهد ومن ثم ينتج التفريغ الكهربائي على شكل وهج قطبي. وعندما يحدث الاصطدام فإن ذرات الأكسجين تعطي وهجا أحمر وأصفر, بينما تعطي ذرات النيتروجين وميضا برتقاليا وأزرق وبنفسجيا.

 


 

رءوف وصفي











لغز الوهج القطبي