دييجو فلاسكويز

دييجو فلاسكويز

دييغو فلاسكويز رسام إسباني, ولد في مدينة إشبيلية سنة 1599م, كان والداه من صغار النبلاء وكان دييغو الأكبر من بين أطفالهما الستة.

عندما أصبح في الثالثة عشرة من عمره, أرسله والده ليتدرب على الرسم عند أحد كبار الرسامين, حيث قضى ست سنوات, أتقن فيها أساليب الرسم في ذلك العصر وخصوصا الأسلوب الواقعي الإيطالي. حصل فلاسكويز على رعاية معلمه الذي قدّر نبوغه وعرّفه بكبار الأدباء والشعراء في إشبيلية, (وهؤلاء كان لهم أثر كبير على أعمال فلاسكويز اللاحقة ذات المواضيع الأسطورية الكلاسيكية) وفيما بعد تزوج من ابنة أستاذه.

في الثالثة والعشرين من عمره سافر فلاسكويز إلى العاصمة الإسبانية مدريد لرؤية مجموعة اللوحات الملكية كما قال, لكنه في الحقيقة, ذهب ليبحث عن وظيفة (رسام القصر الملكي) وعندما لم يوفق, رجع إلى إشبيلية لكنه لم ييأس وعاد في السنة التالية إلى مدريد حيث رسم لوحة بورتريه للملك فيليب الرابع نالت إعجابه, وعيّنه فنانا رسميا له, فرسم سلسلة من اللوحات للملك ولأفراد أسرته ولرجال البلاط.

سافر فلاسكويز إلى إيطاليا حيث بقي سنتين قضاهما بمشاهدة ودراسة أعمال كبار فناني عصر النهضة والفنانين المعاصرين, فأتقن أساليبهم الفنية مثل رسم تأثير الضوء والظل, ومراقبة الطبيعة عن كثب, وظهر ذلك في لوحته الشهيرة (يوسف وإخوته), ولوحة بعنوان (بائع ماء من إشبيلية).

عاد فلاسكويز إلى مدريد ليتابع عمله في القصر الملكي, فرسم لوحة عنوانها (الأمير بلثزار كارلوس مع قزم) عبّرت عن الحزن العميق الذي تركه موت الأمير الصغير الذي توفي قبل أن يبلغ سن المراهقة.

علا شأن فلاسكويز في القصر الملكي وكلّف بعمل الديكور لقاعة العرش في القصر الجديد, وكان الديكور مؤلفا من اثني عشر مشهدا لمعارك انتصرت فيها الجيوش الإسبانية, فكلف أشهر الفنانين برسمها, ورسم فلاسكويز إحداها وكانت لوحته الشهيرة (استسلام بريدا) التي تمثل جنرالا إسبانيا عظيما يلتقي قائد الجيش المنهزم, وقد برع فلاسكويز برسم مجموعة من التعابير والأحاسيس على وجوه الأشخاص في لوحة واحدة, الشيء الذي جعلها أشهر لوحة في فن الباروك الإسباني.

في السنوات العشرين الأخيرة من عمره صار لعمله في القصر كمسئول ومهندس ديكور الأهمية الأولى. سافر إلى إيطاليا لشراء لوحات فنية من أجل مجموعة الملك الفنية, وبقي فيها سنة كلف خلالها برسم البابا (إنوسنت العاشر) ورسم لوحته الشهيرة (فينوس أمام مرآتها) خلال تلك السنة.

كما أهتم برسم المواضيع الأسطورية, ولوحته الرائعة (لاس منيناس) أو (وصيفات الشرف) رسم فيها الأميرة الصغيرة محاطة بوصيفات الشرف والخدم والأقزام والمهرجين, مع مجموعة من أفراد العائلة المالكة. ورسم نفسه أمام اللوحة الكبيرة التي يرسمها وهو ينظر إلى المشاهد, وفي مؤخرة اللوحة مرآة ظهر فيها الملك والملكة. بقي فلاسكويز في خدمة الملك كرسام ورجل بلاط وصديق وفيّ إلى نهاية حياته. في التاسعة والخمسين من عمره أنعم عليه الملك بلقب (فارس سانتياغو) وكان ذلك تقديرا كبيرا تمناه وانتظره طويلا. أما المهمة الأخيرة في حياته فكانت ترتيب زواج الأميرة ماريا تريزا ابنة ملك إسبانيا, من ملك فرنسا لويس الرابع عشر. جرى الاحتفال سنة 1660م على الحدود الإسبانية - الفرنسية حيث استقبل ملك فرنسا عروسه ووقع الملكان معاهدة البرينيه التي أنهت الحرب بين فرنسا وإسبانيا.

لدى عودته إلى مدريد مرض فلاسكويز ومات سنة 1660م, وكان في الواحدة والستين من عمره, وبعد سبعة أيام ماتت زوجته أيضا.

مازال فلاسكويز يعتبر الأكبر في فن الباروك في إسبانيا وقد ترك تأثيرا كبيرا على العديد من الفنانين وأهمهم (غويا), وتحتل لوحاته متاحف عدة في العالم.

 


 

نهى حمود





بائع ماء من أشبيلية





الأمير بلتزار كارلوس مع قزم





وصيفات الشرف