جدو عبدو والكمبيوتر

جدو عبدو والكمبيوتر

رسوم: عادل البطراوي

قال الجد ساخرا وهو يتأمل برنامج الطالع على جهاز الكمبيوتر:

- (جاي لك ورقة بعد دقيقتين, أو بعد ساعتين أو بعد يومين... أو بعد أسبوعين, أو بعد شهرين, أو بعد سنتين, أو بعد قرنين, سيكون فيها نصرة كبيرة على حسّادك)!

قطع يوسف ضحكاته المدوية, وهو يقول:

- لو أنك هدأت يا جدو وطاوعتني, فإن...

- بل أقاطعك, ولا أطاوعك, هذا البرنامج الخاص بالبخت والطالع إهانة لهذا الجهاز, ولمعلوماته, بل والإنسانية نفسها.

- سترى يا جدو أن الحكاية ألطف وأظرف مما تظن, فقط سنزود الكمبيوتر باسمك الثلاثي, وتاريخ الميلاد. واسم الوالدة.

- لا لا... تقاليدنا لا تسمح بذكر اسمها... ثم ما هو الداعي لذكر تاريخ ميلادي, ربما كان قبل الميلاد وضحك يوسف لعبارة قبل الميلاد, وابتسم الجد لأن الحفيد لماح, لم تفته النكتة.

- واضح أنك دفعتني للتخريف, نحن لم ندفع آلاف الجنيهات في هذا الكمبيوتر ليتحول إلى قارئة فنجان.

- ألم يغن لها مطربك المفضل عبدالحليم حافظ?!

رد الجد: هذا صحيح... منذ وقت طويل لم أستمع إلى هذه الأغنية, سوف أكتب للإذاعة لكي يقدموها.

- سأهديك إياها مسجلة على شريط إذا أنت استجبت لي وسمحت للكمبيوتر بقراءة بختك.

- خلّصني, وقل لي بختي اليوم, وحظي خلال أسبوع!

- داعب الأزرار...

وراح الجد يضرب على الأزرار التي أشار إليها يوسف.

بدأت الكلمات تظهر على الشاشة...

- أمامك سكة سفر...

يضحك الجد, ويضيف: من المكتب إلى المطبخ والعودة.

يضحك يوسف... ويواصل دق الأزرار...

- هناك صرة نقود في الطريق إليك

عقب الجد: النقود لم يعودوا يضعونها في (صرة).. تودع في البنوك, وتصرفها جدتك عن طريق ما يسمى (بطاقة الائتمان)...

- أي أنك يا جدو لا تحتاج إلى حمل نقود معك, يمكن أن ينشلها لص. فلنواصل يا جدو قراءة بختك... حظك... مستقبلك...

قال الجد في بطء وتؤدة:

- مستقبلي يا يوسف يكمن في عبارة: لو كان في يد أحدكم فسيلة (أبو بذرة) وكانت القيامة على وشك أن تقوم: عليه أن يغرسها... أما أنتم فإن المستقبل أمامكم طويل وعريض, بإذن الله... وعليكم أن تحددوا أهدافكم فيه, وأن ترسموا استراتيجيات تحقق الأهداف.

- هذه كلمة أسمعها وأستخدمها, ولا أفهمها...

- لأنك شغلت نفسك بالبخت... إنها عدة الطرق التي توصلك للأهداف... قد يكون الهدف قمة الجبل: كيف تصل إليها?! من عدة طرق... خطط, واعمل برامج لهذه الطرق... وبذلك تصل إلى قمة الجبل!

- أنا يا جدو... سأهبط إليها بالهليكوبتر...

ضحك الجد: متعجلون أنتم, اصعد بدل أن تهبط...

ابتسم يوسف: قلها لي يا جدو: انتهى الدرس يا... وضحكا...

 

 


 

عبد التواب يوسف