أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

تعودنا في هذا الشهر من كل عام أن نتذكر تلك الأيام الأليمة التي مرت بها الكويت منذ حوالي ثلاثة عشر عاماً, وذلك عندما قامت قوات صدام حسين بغزوها واحتلالها لمدة سبعة أشهر كاملة, والقبض على المئات من الأسرى الكويتيين والعرب الذين لم يعثر عليهم حتى الآن. لقد تغير الوضع هذا العام, ومازالت الذكرى كما هي, ولكن هذا النظام المتوحش لم يعد موجوداً الآن, لقد تحرر العراق منه, مثلما تحررت الكويت في عام 1991 من قواته الغاشمة, وقد كان صدام حسين مثالا للحاكم الطاغية الذي لم يرحم شعبه ولا الشعوب التي كانت تجاوره, فقد خاض حربا طويلة ضد جارته إيران البلد المسلم, ثم أشعل حربا أخرى ضد الكويت التي كانت شقيقة للشعب العراقي في العروبة والإسلام, وقتل العديد من أبناء شعبه في الجنوب وفي الشمال, وخاصة من الأكراد بواسطة الغازات السامة, وفي كل مرة كان ينجو من العقاب ويواصل أفعاله الشريرة تحت أعين المجتمع الدولي الذي كان غير راض عن كل هذه المظالم, خاصة أن الشعب العراقي المنهك والمغلوب على أمره لا يستطيع أن يقاومه, لقد تحرر العراق ولكنه الآن يمر بفترة صعبة في ظل وجود قوات التحالف على أرضه, إنه يبحث الآن عن الأمل الذي ظل غائبا عنه لمدة طويلة, ولكننا نثق في أن أشقاءنا هناك سوف يجتازون هذه المحنة, فالعراق شعب عريق وأصيل بنى حضارته على ضفاف دجلة والفرات منذ آلاف السنين, والذين قرأوا منكم تاريخ الحضارة الإنسانية يعرفون أن العراق كان من أوائل الحضارات البشرية التي توصلت إلى فنون الزراعة, وأنها هي التي اكتشفت الكتابة حين قام البابليون بالكتابة على ألواح من الطين, وقام أحد ملوكهم وهو حمورابي بصياغة أول القوانين التي عرفتها البشرية والتي تنظم العلاقة بين الناس, بعضهم بعضاً, إن هذا الشعب الذي قام بكل هذا الدور في الحضارات القديمة, قادر أيضا على صنع المستقبل خاصة بعد أن زال عنه نظام الطاغية.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف