أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يعجبني قول مأثور تقول كلماته: (إذا أنجزت الأعمال الصغيرة بدقة, استطعت أن تنجز الاعمال الكبيرة بسهولة), أتذكر هذا القول وأجراس العام الدراسي الجديد تدق لتدعو الملايين من الطلاب العرب للعودة إلى مدارسهم حيث تبدأ أيام الدرس والتحصيل, ولعل كل واحد يسأل نفسه مستغربا: كيف يكون العام الدراسي طويلا هكذا وكأنه بلا نهاية, ثم يجد الطالب نفسه فجأة على أبواب الامتحانات, كيف تسارعت كل هذه الشهور دون أن يشعر بمرورها,ولا كيف أصبح على أبواب الامتحان الأخير دون أن يستعد له? وسبب ذلك في رأيي أن بعض الطلبة يحولون الأعمال الصغيرة السهلة إلى أعمال كبيرة صعبة, فبدلا من مذاكرة أجزاء صغيرة من المقرر كل يوم والانتهاء منها أولا فأولا, يتركون كل شيء للمراجعة النهائية قبيل الامتحان, وهكذا يفاجأ الطالب بأن لديه كمية من المواد الكثيرة التي لا قبل له بمراجعتها في وقت ضيق, لذا فإن القول الذي ذكرته في بداية حديثي ـ على بساطته ـ يحدد أسلوب العمل الذي أفضله في الحياة, ويحدد لك أيضا الأسلوب الذي عليك أن تقوم به وأنت تحصل دروسك, فكلما أنجزت فروضك اليومية بدقة, وجدت أن المراجعة النهائية هي واحدة من أسهل الأعمال, بل إن الدقة التي تتبعها في هذه الأمور الصغيرة تتحول لتصبح أسلوب حياتك لا في المذاكرة فقط ولكن في كل الأمور التي تهتم بها, وأن تتذكروا جميعا أن المدرسة ـ على أهميتها ـ ليست نهاية المطاف, ولكنها تفتح أمامك فقط أبواب المعرفة, لذلك فإذا اتبعت أسلوب البساطة والدقة وقرأت في كل موضوع أحببته في المدرسة كتابا أكبر قليلا, وإذا داومت على ذلك فستجد نفسك على الطريق الصحيح للمعرفة. أتمنى لكم جميعا عاما سعيدا مليئا بالدرس والتحصيل.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف