الرمي بالسهام

الرمي بالسهام

استخدم الإنسان الأول القوس والسهم لاصطياد الفرائس التي يقتات عليها.. وإن كانت هذه الأقواس والسهام قصيرة وغير دقيقة في صناعتها إلا أنها كانت مفيدة لإنسان ما قبل التاريخ. أما القوس, الطويل فقد عرفه المصريون القدماء والآشوريون والفرس ومن الطريف أن اليونان والرومان نادراً ما استخدموا الأقواس والسهام كسلاح حربي بأنفسهم بل استعاونوا بالرماة الأجانب ليقوموا بهذه المهمة.

وقد انتصر الإنجليز في كثير من معاركهم معتمدين على استخدام الأقواس والسهام مماحدا بإدوارد الثالث عام 1363 على تحريم جميع الألعاب ما عدا الرماية بالسهام.

أليس هذا تطبيقا عمليا لما نادى به رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.. , وكان اهتمامه بتنظيم رماة السهام في كثير من الغزوات وما كان من دور مهم وخطير في معركة أحد حينما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم رماة السهام بعدم النزول من على الجبل لحماية المسلمين, مما يدل على أهمية ومكانة الرماية بالسهام كسلاح اعتمد عليه المسلمون في معاركهم المختلفة.

في معركة اجينكورت عام 1415 نجح هنري الخامس بجيشه الصغير (المكون من 6000 رجل) من هزيمة الجيش الفرنسي بفرسانة المسلحين وقواته الراجلة والذي كان يفوق الجيش الانجليزي بنسبة 5:1 وذلك من خلال حملة الأقواس الرماة الذين ظلوا مرابطين في أماكنهم منتظرين طلائع الجيش الفرنسي تقترب منهم حتى الدقيقة الأخيرة ثم أطلقوا وابلا سريعاً ومركزاً من السهام اخترقت دروع وتروس الفرنسيين.

حديثا أصبح الرمي بالسهام رياضة محببة للكثيرين ويصنع القوس من خشب الطقوس وخشب شجر الليمون أو من الصلب أو الفيبرجلاس أو الخشب المصقول أو البلاستيك.

أما السهام فقد كانت قديما تصنع من الخشب وريش الأوز وتصنع السهام الحديثة من أنابيب مسحوبة من الصلب أو من خليط الألمنيوم.

 


 

أحمد عبدالعزيز