أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

الكثير منكم يحملون ساعات حول معاصمهم, وهي تختلف في ألوانها وأحجامها, كما أنها قد تقدم أو تؤخر, أو حتى تتوقــف نهائــيا عن العمل, كلكم تعرفون ذلك, ولكن الذي لا يعرفه الكثير منكم أن هناك ساعة أخرى موجودة مع كل واحد منا ولكنه لا يراها, إنها ساعة غاية في الدقة, لا تقدم ولا تؤخر, وتواصل العمل ما دام الإنسان على قيد الحياة, وهي موجودة داخل جسم كل واحد منا, ويطلق عليها العلماء اسم (الساعة البيولوجية) وهي التي تحدد الوقت الذي يغلب علينا فيه النوم, واللحظة التي نستيقظ فيها, وتحدد أيضا فترات النشاط وفترات الخمول, وتختلف مواقيت (الساعة البيولوجية) من شخص إلى آخر, لذلك فهناك أناس يكونون في قمة نشاطهم في الصباح المبكر بينما يميل الآخرون إلى النوم المتأخر, والسبب في ذلك هو مواقيت هذه الساعة, ويقول العلماء إن هناك العديد من التغيرات التي تطرأ على خلايا الدم على مدى اليوم وتجعله يمر بأكثر من مرحلة, ففي وقت معين من النهار تصبح أجسامنا في غاية النشاط فترتفع درجة الحرارة ويزيد معدل ضربات القلب ويصبح الجسم أكثر قدرة على الهضم, في هذه الفترة والتي تمتد أربع ساعات تقريبا يمكن للإنسان أن يقوم بإنجاز أعماله في سهولة ويسر, وهذه الفترة غالبا ما تكون في الصباح عند معظم الناس, وهي قد تختلف في توقيتها من شخص لآخر, ولكنها موجودة على مدى ساعات الصباح, ثم تلي ذلك فترة أخرى يقل فيها نشاط الجسم وتنخفض درجة حرارته, ويكون الإنسان فيها أقرب إلى الهدوء والتأمل مع قدوم المساء, وهي الفترة المناسبة للقراءة أو مشاهدة التلفزيون.

ما أقصده هنا هو أن تراقب جسدك جيدا يابني العزيز وسوف تكتشف أن مواعيد هذه التغيرات ثابتة في كل يوم, وأنك من خلالها تستطيع أن تنظم أوقات نومك ويقظـتك ومذاكرتك, إن العلماء يكتشفون كل يوم أن الجسم البشـــري هو معجزة الخالق الأولى, وأنه مهما كانت هناك من اكتشافات أو معجــزات فلا يمكنها أن تضاهي ما هو موجود داخل جسد كل منا.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف