اعتذار القلم الأحمر!

اعتذار القلم الأحمر!

رسوم: صلاح بيصار

قال القلمُ الراقد على ورقةٍ بيضاء لنفسه متسائلاً:

- هل أنا قادرٌ على رسم طائرة ورقية ملونة تسابق العصافيرَ في الجو!!

هل أستطيع أن أرسم نخلة محملة بثمار البلح والأولاد تحتها يحاولون الصعودَ إليها للحصول على بعض ثمارها!!

و... هل أستطيع رسم أحد الغربان وهو يطارد فراشة... أو قرداً يتشعلق على شجرة موز!!

رد القلم على تساؤلاته:

- طبعا... طبعا أستطيع، فكثيرا ما رسمت على الورق أشياء جميلة، فرح بها صاحبي!

في اليوم التالي قال لصاحبه فجأة:

- هل تعرف يا صاحبي أنه يمكنني تصحيحُ ورقة إجابة أسئلة لأي تلميذ، ولأن لوني أحمر أعطيه الدرجة التي أريدها!!

سكت القلم للحظةٍ ثم أكمل ساخرًا:

- و... ممكنٌ أن أمنحه درجة النجاح... وممكنٌ بدرجة صغرى أجعله يرسب!!

قال صاحبه مستغربًا:

- وأنت لا تفكرُ... ولا تقرأُ... ولا تستطيعُ أن تكتب، أخبرني... كيف ستفعل ذلك!!

رد القلم في ثقة وهو يحاول إقناع صاحبه:

- فعلت ذلك من قبل، كتبت ورسمت ولوّنت... وعليك أن تلاحظني الآن وأنا أتحرك على الورقة البيضاء.

حاول القلم الكتابة - بمفرده - أو الرسم، فامتلأت الورقة بشخبطة لا علاقة لها بالكتابة أو الرسم. نظر إلى صاحبه مستنجدًا به. ضحك صاحبه وهو يمسك بقلمه وقرّبه من شفتيه كأنه يهمس له:

- كفاك غرورًا... أنت بلا يد الإنسان التي تحركك لتنقل أفكاره وخيالاته مجرد كائن عاجز لا فائدة منك!

القلم أفلت نفسه من يد صاحبه واستلقى على المكتب، وأخفى وجهه وسط الكتب. ربما لأنه أحسّ بالخجل. لكن صاحبه قال في اليوم التالي إن القلم عرف حدودَ قدرته واعتذر. أما القلم، فلأول مرة يشعر بالسعادة وهو ينقل أفكار صاحبِه على الورق!

 


 

مجدي نجيب