هيا نلعب

هيا نلعب

رسوم: محمد عفت

عندما كنتُ صغيرةً بمثل عمركم التقيت بأصدقاء وصديقات من بلدانٍ عربيةٍ مختلفة كنا نسكنُ في (الحارة) نفسها، وغالبًا ما كُنا نجتمع لنلعب لعبة ما في الساحة المقابلة لمنازلنا أو يلعبها كلٌ منا مع أصدقائه في ساحة مدرسته.

لم أعد أذكرُ من كان يبتدئ اللعبَ أو لعبةَ مَنْ كانت تلك، لكن الذي أذكره أنها كانت ألعابًا مشتركةً ومتبادلة فيما بيننا، تختلف اللهجاتُ والكلماتُ فيما بيننا لكن متعة اللعبِ كانت تجمعنا، وأنتم الآن يمكن أن تبدأوا بتدوين الألعابِ التي تلعبونها بالكلماتِ والحركات وتشكلوا منها أرشيفًا لزكرياتكم.

بَرّ.. بحر

كنا نصطف في لعبة (بر.. بحر) على الدرجةِ الأولى من الدرجات المؤدية إلى منزل صديقتنا (سارة). كانت درجةُ السلّم تمثل البرَ المرتفعَ أما الأرض فكانت تمثل البحر المنخفض وكلما هتفت سارة (بحر) نقفز من الدرجة إلى الأرضِ وعندما تهتف (بر) نقفز صاعدين من الأرض إلى درجة السلم وهكذا إلى أن تقوم بتضليلنا لتخرجنا من اللعبة فهي تهتف مكررةً: بحر.. بحر.. بحر.. بحر.. ثم فجأة تهتف.. بر.. مما يؤدي إلى لخبطة اللاعبين وتخبطهم بين الأرض ودرجة السلم والفائز من لا يخطئ ولا مرة في متابعة أوامر سارة في الصعود والهبوط.

باص باصينا

البنات كن أكثر من يحب أن يلعب هذه اللعبة، تجرى القرعة لاختيار رئيستين لهذه اللعبة ولنفترض أنه تم اختيار مها وأمل. تبتعد الرئيستان عن مجموعة البنات الواقفات في طابور واحد، تختار الرئيستان همسًا، حتى لا تسمعهما بقية البنات، شيئًا واحدًا ثمينًا وغاليًا لكل منهما حتى يجذبن البنات لاختياره عندما تبدأ اللعبة، اختارت مها تاجا من ذهب واختارت أمل عقدًا من لؤلؤ، ثم تقفان متقابلتين وتشبكان أيديهما وتبدآن الغناء وطابور البنات يمر من أسفل أيديهما المتشابكة وكلمات الأغنية كالتالي:

باص باص باصينا

لسن لسن لسينة

يوم العيد اتعشينا

اتعشينا فاصوليا

واللحمة المشوية



وتظل الرئيستان تكرران كلمات الأغنية حتى ينتهي مرور طابور البنات والبنت الأخيرة التي تتوقف كلمات الأغنية عندها تبتعد بها الرئيستان وتخيرانها بين عقد اللؤلؤ وتاج الذهب فإن اختارت العقد فإنها تقف خلف الرئيسة أمل، ثم يتم استدعاء طابور البنات من جديد بالأغنية نفسها ويتم تخيير من يقع عليها الدور التالي أيضًا ما بين العقد والتاج فإن اختارت التاج فإنها تقف خلف الرئيسة مها هذه المرة وهكذا يستمر اللعب إلى أن يتكون خلف كل رئيسة فريق من البنات ثم ترسم الرئيستان خطًا على الأرض وتحيي كلٌ منهما الأخرى وتشبكان أيديهما ويبدأ كل فريق بجذب وشد الفريق المنافس إلى ناحيته في لعبة تشبه لعبة شد الحبل، والفريقُ الفائز من يتمكن من سحب الفريق الآخر وهزيمته.

لعبة الأحرف والكلمات

عندما ننتهي من الدراسة ونجتمعُ معاً نقتطعُ بعضَ الأوراق البيضاء الباقية من كراساتنا القديمة ونسطرُ الورقة إلى ست خانات طولية، في الخانة الأولى نكتب اسم إنسان وفي الثانية اسم حيوان وفي الثالثة اسم نبات وفي الرابعة اسم جماد وفي الخامسة اسم بلد، أما الخانةُ السادسةُ فهي لتسجيل الدرجات التي حصل عليها اللاعب.

يختار اللاعبون بالتناوب كلَّ مرةٍ حرفًا هجائيًا مختلفًا ويسرع اللاعبون في كتابة كلمات بتلك الخانات تبدأ بالحرف الذي تم اختياره.

واللاعب الماهر من ينتهي قبل الجميع من كتابة الكلمات الصحيحة ويطلب إيقاف اللعبة ثم يطلب من الجميعِ أن يقرأوا ماكتبوه بصوتٍ عال ثم يضع كلٌ منهم لنفسه درجةً واحدة عن كل خانة إجابتها صحيحةٌ ثم تجمع الدرجات والفائز من يحصل على أعلى مجموع.

ملاحظة:

بعض اللاعبين يحبون أن يصعبوا اللعبة على أصدقائهم فيختاروا حروفًا صعبة قد لا يوجد ما يقابلها من أسماء في الخانات المطلوبة مثل الظاء والضاد أو الذال والثاء.

ملك.. مفتش.. لص.. جلاد

لا شك في أنكم قد لعبتم هذه اللعبة يومًا وذلك حين تحضرون أربع ورقات صغيرة وتدونون عليها الكلمات السابقة أي: ملك، مفتش، لص، جلاد. ثم تطوون الوريقات وتلقى أمام اللاعبين الأربعة ويتناول كل واحد منهم ورقة فأما الذي يفوز بورقة الملك فإنه يبتدئ اللعب بالسؤال: أين المفتش؟

ويرد اللاعب الذي لديه ورقة المفتش بقوله: أنا المفتش!

ويطلب منه الملك: أحضر لي لصك من جلادك!

ويحتار المفتش فيمن يمكن أن يكون اللص من الجلاد من اللاعبين الآخرين فإذا استطاع تمييز اللص من الجلاد بصورة صحيحة فإن الملك يأمر الجلاد بأن يعاقب اللص بعدد من الجلدات بعضها حار أي قوي وبعضها بارد أي خفيف، ويقوم الجلاد بتنفيذ الأمر وغالبًا ما يكون بضرب اللص على يديه، أما المشكلة التي يقع فيها المفتش فهي حين يخطئ في التعرف على اللص من الجلاد حينها يأمر الملك الجلاد بمعاقبة المفتش الذي أخطأ في مهمته وغالبًا ما يكون الحكم حارًا!

لعبة هيلا هوب

هذه اللعبة تعتمد على التحكم في النفس، فالضحكُ فيها ممنوعٌ تمامًا إلا الضحك المكتوم الذي لا يظهر الأسنانَ، أما من تظهر أسنانه فيخرج من اللعبة، يجلس اللاعبون على شكل دائرة ويشبكون أيديهم ويلوحون بها نحو الأعلى والأسفل وهم يرددون هذه الأغنية:

خرج خالد من بيته وخرج جاسم من بيته
هيلا هوب، واللي يضحك هو الدب!

يطبق الجميع أفواههم على أسنانهم ويبدأ رئيسُ اللعبة بعمل بعض الحركات التي تثير ضحك الآخرين مما قد يخرجهم من اللعبة، كما أن الحركة التي يصنعها الرئيس يجب أن يقلدها الآخرون بالتناوب فإذا قرص الرئيسُ اللاعبَ الذي بجانبه على خدّه يجب على هذا اللاعبِ أن يقرص اللاعب الآخر الذي بجانبه هو أيضًا إلى أن ينتهي الدور بقرص خدّ رئيس اللعبة من اللاعب الذي يجلس بجواره ثم يبتدعُ الرئيسُ حركةً أخرى يتم تقليدها كأن يشد شعر اللاعب التالي أو يقبله، أو يضرب كتفه، ويحاول كل لاعب أن يؤدي تلك الحركات بطريقة مضحكة ليخرج الآخرين من اللعبة حين يفقدون السيطرة على أنفسهم فينفجروا ضاحكين.

لعبة الألوان

اجتمع الأولادُ والبناتُ في فناءِ منزل أحمد ليلعبوا لعبةَ الألوانِ ومن أجل تلك اللعبة جمعوا نقودًا وفروها من مصروفهم المدرسي واشتروا بها أشرطةً لاصقةً ملونة، قام أحمد وسلوى بلصق الأشرطة الملونةِ على الأرضِ وكانت على التوالي اللونَ الأحمر ثم بعد نصف مترِ تقريبًا ألصقا الشريط الأخضر وبعد نصف متر أيضًا ألصقا الشريط الأصفر ثم الشريطَ الأزرق وأخيرًا الشريط الأسود.

وقعت القرعةُ على خالد أن يكون رئيس اللعبة، واصطف جميعُ الأطفال أمام الخطِ الأحمر، أما خالد فقد وقف خلف الشريط الأسود وبدأت اللعبةُ، كانَ خالدٌ يطلب في كل مرة من اللاعبين أن يقفزوا إلى اللون الذي يختاره وكان اللاعبون يقفزون بكل مهارةٍ حتى استغرقهم اللعب فبدأ عندها خالد بتضليلهم وتشويشهم فكان مثلاً يطلب إليهم أن يقفزوا من الشريط الأحمر في البداية إلى الشريط الأسود في النهاية دون أن يلمسوا بأقدامهم الأشرطةَ اللاصقةَ الأخرى، وفي حيلة أخرى كان يحجز قفزهم بين لونين فمثلاً يكرر أحمر، أخضر، أحمر، أخضر، ثم يفاجئهم بالقول أحمر، أصفر، مما يؤدي إلى لخبطتهم وخروج بعضهم من اللعبة لأنهم أخطأوا في القفز إلى اللون المطلوب والفائز أخيرًا من لا يخطئ ولا مرة في القفز إلى اللون المطلوب.

يا عائشة.. يا فاطمة

هذه اللعبة تلعبها البنات وفيها تصطف البنات متشابكات الأيدي بشكل دائرة غير مغلقة أو على هيئة قوس وفي طرف الدائرة الأول تقف الرئيسة عائشة وطرف الدائرة الآخر تقف الرئيسة فاطمة وترددان هذا الحوار بشكل مغنى:

فاطمة تنادي: يا عائشة!

عائشة تجيب: يا فاطمة!

فاطمة: ما تأكلي؟ (ما الذي تأكلينه؟)

عائشة: حبة ذرة.

فاطمة: ما تشربي؟

عائشة: ماء الهنا.

فاطمة: هل تسمحين لنا بالمرور؟

عائشة: نعم.

وهنا تردد البنات بشكل متكرر نعم، نعم. ويسرن ابتداء من الرئيسة فاطمة نحو البنت التي تشبك يدها بيد الرئيسة عائشة ويعبرن من أسفل يدها إلى أن ينتهي الأمر بالتفاف يدي البنت بشكل معكوس ويصبح ظهرها مواجهًا للبنات ووجهها إلى خارج الدائرة، ويبدأ الحوار من جديد ويتم السير نحو البنت التالية في اللعبة إلى أن ينتهي الأمر بالتفاف أيدي جميع البنات وتصبح ظهورهن متلاقية ووجوههن إلى خارج الدائرة، ثم تقوم الرئيستان أيضًا بلف يديهما وشبكهما لإغلاق الدائرة ويبدآن بدفع بعضهن بعضًا بمرح محاولات إسقاط بعضهن بعضًا إلى الأرض والبنت الفائزة التي على الرغم من التفاف يديها ودفعها تبقى صامدة ولا تقع على الأرض.

يا عم حسين

هذه اللعبة كان يلعبها الأولادُ والبناتُ أيضًا، يختارون فيها أحدَ الأولاد ليكون العم حسين الذي يجلس بعيدًا على كرسي أو حجارة أو على الأرضِ، ثم يجتمع باقي الأولاد بعيدًا عنه ويختارون همسًا نوعًا واحدًا من الفواكه وعندما يتفقون على الفاكهة المختارة ينطلقون بمرحٍ نحو العم حسين لاختبار ذكائه فيتحلقون حوله ويغنون بمرح:

الأطفال: صباح الخير يا عم حسين.

العم حسين: صباح الخير يا عيال (أولاد) حسين، وين كنتم؟ (أين كنتم؟).

الأطفال: في البستان.

العم حسين: إيش أكلتوا؟ (ماذا أكلتم؟).

الأطفال: خوخ ورمان.. شنغل بنغل هيييي... أول حرف ت.

العم حسين يفكر ثم يقول: تفاح!

الأطفال: خطأ..

العم حسين: تمر!

الأطفال: خطأ..

العم حسين: تين!

الأطفال: صح..

ثم يجرون من أمام العم حسين هاربين لأنه توصل إلى الإجابة الصحيحة والعم حسين يجري خلفهم ليصطاد أحدهم ليجلس مكانه ويصبح هو لاعبًا مع باقي الأولاد.

ملاحظة:

إذا عجز العم حسين عن التوصل إلى الإجابة الصحيحة يمكن مساعدته عن طريق تقريب الإجابة بذكر موسم الفاكهة المختارة مثلاً أو بلونها أوحجمها أو طعمها.

شنغل بنغل هييي: تلفظ الغين كحرف G بالإنجليزية وهي كلمات لا معنى لها سوى إثارة المرح والحيوية.

لعبة الأعمدة

يقف اللاعبون في هذه اللعبة عند الأعمدة في المبنى الذي يلعبون فيه كمبنى المدرسة مثلاً، فإن لم تكن هناك أعمدة يقومون بوضع إشارات على الجدران لتحدد مكان اللعب. يستند كل لاعب إلى مكانه أو عموده ثم يتبادل مع رفاقه الأمكنة ويبقى لاعب واحد بغير مكان مخصص له ومهمته أن يقتنص الفرصة ويحتل مكان أحد اللاعبين الذي يتبادل موقعه مع رفاقه.

أرجو أن تكونوا قد استمتعتوا بالألعاب التي اخترتها لكم من بين مجموعة ألعاب كثيرة لاتزال في ذاكرتي، وإذا وجدتم صعوبة في تطبيقها، اطلبوا إلى الكبار في أسركم مشاركتكم اللعب حتى تتضح الصورة لكم فتلعبوا بها مع أصدقائكم، كما أن الكثير من الألعاب لأغانيها لحن معين تغنى به، كان بودي إيصاله لكم لتكتمل متعتكم ولكن.. هيا نلعب.

 

 


 

لطيفة بطي

 




غلاف هدية العربي الصغير