أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أعلمُ أن منكم كثيرين يريدون الصومَ فلا يستطيعون, وهؤلاء يَحتاجون إلى الإرادة القوية, وخصوصا في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك. فالإرادة ستعين البدنَ على تحمل الجوع, مثلما ستعين الجسم على احتمال العطش. والإرادة أيضا ستجعلنا نقوم بأعمالنا على أكمل وجه, حتى ونحن صائمون. وقوة الإرادة أولى حسنات هذا الشهر الفضيل, فإذا تعودنا الصبر على الجوع, والعطش, والمذاكرة, وأداء الواجب, صار الصبر من الخصال الحميدة التي نتصف بها.

ولكن يجب أن نتذكر دائمًا ونحن صائمون الآية الكريمة من سورة البقرة: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .

فالله سبحانه وتعالى فرض الصيام على القادر والسليم من المرض, وفي هذا يُسرٌ كبيرٌ علينا, ويهمنا هنا إن رأينا مفطرًا لسبب من الأسباب التي ذكرها الله تعالى ألا نهينه, بل يجب أن ندعو له بالشفاء ليستطيع أن يعوض ما فاته من صوم في أيام أخرى.

لكن ذلك ليس وحده ما يعلمنا هذا الشهر الفضيل, فمن صفاته ـ أيضًا ـ أنه شهر الكرم, وما أجمل هذه الصفة حين نتحلى بها, فنكون أكرم الناس مع الأهل والأصدقاء والجيران, ونكون أكرم الناس مع العاملين حتى في أبسط المهن, فلولا هؤلاء ما نعمنا بشارع نظيف, أو استمتعنا بحديقة جميلة. وحين يهل العيد علينا في نهاية الشهر يجب أن نذكرهم بالخير, فإكرام هؤلاء ودعوتهم لمشاركتنا فرحة الأعياد دعوة واجبة علينا جميعًا.

وكل عام وأنتم بخير.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف