أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

جلس الطفلان على الرصيف وهما يتحدثان، قال الطفل الأول: إنني أحلم بأن يكون معي مائة ألف دينار، مثل أبي، وقال الطفل الثاني في دهشة: ماذا .. وهل يملك أبوك مائة ألف دينار؟ ورد الطفل الأول: كلا، إنه يحلم بهذا أيضاً. ربما تدفع هذه الطرفة بالابتسامة إلى شفتيك، ولكنها جعلتني أفكر فيما تمثله الأحلام لكل واحد منا، وهل عمل من أجل تحقيقها أم أنه اكتفى فقط بالجلوس والحديث عنها، ودعوني أقل لكم إنه ليس من المهم أن تحقق كل ما تتمناه من أحلام، ولكن المهم أن تكون لك أحلام تسعى لتحقيقها، لأنها تكون بمنزلة الهدف الذي تسعى خلفه، فحياة دون هدف لا تساوي شيئاً، ولا ينقص من قدرنا أننا لا نستطيع الوصول إلى النجوم، ولكن المحزن أن تكون سماء حياتنا خالية من النجوم، فالخطأ ليس في عدم تحقيق حلم أو أمنية أو رغبة ولكن في ضعف الطموح. الطموح هو الذي يجعلك تحقق أكثر أحلامك صعوبة، وهو الذي يعطيك الدافع إلى العمل الجاد والمتواصل، إننا الآن نعيش الأيام الأخيرةمن عام مضى، أي أن هناك عاما جديدا قد أضيف إلى أعمارنا، لذلك علينا أن نسأل أنفسنا: فماذا فعلنا خلال هذا العام الفائت، وماذا ننوي أن نعمل في العام القادم؟ يقول أحد الحكماء الصينيين إن عمر الإنسان لا يحتسب إلا بالأعمال الطيبة التي قام بها في حياته، لذلك فإن أعمار البعض قد لا تتجاوز أياما قليلة رغم أنه قضى على سطح الأرض أعواما طويلة ولكنه حسب مقياس الأعمال الطيبة لا يستحق إلا هذه الأيام. فكم يبلغ عمرك الآن يا بني العزيز؟

 

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف