بيتنا الأرض

النحلة الذهبية

رسوم: سمير عبدالمنعم

يحكى أن امرأة توفي زوجها, وترك لها ثلاث بنات, أخذت تعمل ليلاً ونهارًا لتطعم بناتها, كبرت البنات وصرن جميلات كوجه القمر, فتزوجت الواحدة بعد الأخرى, وغادرن الأم.

وبعد مرور سنوات عدة, مرضت الأم مرضًا شديدًا, وطلبت من السنجاب أن يذهب ليخبر بناتها.

- أرجوك, أن تقول لهن, أن يسرعن في القدوم إلي.

ذهب السنجاب أولا إلى البنت الكبرى, ليخبرها, تنفست, تبدي عدم ارتياحها: أتمنى أن أذهب لكنني مضطرة إلى أن أنهي عملي, فعلي أن أنظف الأوعية أولاً.

قال السنجاب غاضبًا:

- ان تنظفي الأوعية, ابقي معها كل حياتك.

وفجأة وقع الوعاء على الأرض, وقبض على البنت الكبرى من رأسها وقدميها, وسقطت على الأرض, وصارت تزحف, وخرجت من البيت, وقد تحولت لسلحفاة كبيرة.

ذهب السنجاب إلى الأخت الثانية, وأخبرها.

- أوخ, قد أذهب الآن بسرعة إلى أمي, لكنني مشغولة للغاية, علي أن أحيك أكياس الخيش لأذهب بها إلى السوق غدا.

قال السنجاب:

- والآن, يجب أن تبقي كل العمر وأنت تحيكين, وتحوّلت البنت الثانية إلى عنكبوت.

أما البنت الصغيرة فكانت تعجن, عندما نقل السنجاب لها الخبر, لم تقل كلمة واحدة, ولم تغسل يديها, وأسرعت إلى أمها.

قال السنجاب:

- فلتعطي الناس كل العمر الفرح يا ابنتي الصغيرة, وسيحبك كل الناس ويحافظون عليك, وكذلك أبناؤك وأحفادك.

وفعلاً فقد عاشت طويلاً, وأحبها كل الناس, وعندما حان وقت الأجل (الموت), تحوّلت إلى نحلة ذهبية, كانت تجمع العسل للناس, أما في الشتاء أو في الوقت الذي يتجمد فيه الجميع من البرد, فكانت النحلة, تنام في خليتها الدافئة وتستيقظ حيث السكر والعسل.

 


 

فاتنة الكردي