أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كثيرًا ما يسألكم الكبار: ماذا تحبون أن تكونوا في المستقبل? وهو سؤال معناه ما هي الأحلام والطموحات التي تتمنون تحقيقها في المستقبل. ولا بأس من أن نحلم, وليس هناك ضرر في أن يكون حلمنا كبيرًا. فكل الاختراعات التي نراها, بدأت من حلم صغير أو كبير. الطيران كان حلم عباس بن فرناس, وكان حلم ليوناردو دافنشي. وما كان حلمًا أصبح اليوم حقيقة.

والأهم من الأحلام يا أبنائي الأعزاء هو التفكير بجدية في كيفية تحقيقها: فالحلم بالنجاح في امتحانات آخر العام لن يأتي إلا بالجد والمذاكرة والتركيز طوال العام. والحلم بالفوز بالمباريات الرياضية سيكون عبر التدريب المستمر والعناية الفائقة بالأبدان. وهكذا لا تكفي أن تكون أحلامنا كبيرة, بل يجب أيضا أن يصاحبها جهد كبير لتحقيقها.

ولمن يريد أن يصبح طيارًا عليه أن يجتهد في دراسته, وبخاصة المواد العلمية, وأن يضيف منذ وقت مبكر إلى معارفه الكثير عن كيفية تطور الطيران, وطريقة عمل الطائرة حتى يصل إلى أنواعها. وأن يحافظ على بدنه سليما ليجتاز الاختبارات المطلوبة في قائد الطائرة, وأن يبدأ بجمع صور ومعلومات وكتب عن هوايته التي ستصبح مهنته في المستقبل, حتى إذا جاء الوقت المناسب كان أهلا لتحقيق حلمه. وهكذا لمن يريد أن يصبح رساما أو طبيبا أو مهندسا أو مدرسا. وكل المهن مهمة لأنها تخدم الوطن وتفيد الإنسان.

وأريد أن أضيف أن الكبار أيضا يحلمون! والواقع أن الأحلام لا تتوقف عند سن معينة. فالعلماء الكبار يحلمون بالكشف عن الأمراض لمعالجة البشرية من الأمراض المستعصية. والمهندسون الخبراء يحلمون ببناء عمارات تتحدى الزلازل. والرسامون والكتاب المبدعون الذي يقدمون أعمالهم في (العربي الصغير) يحلمون بإسعادكم وإفادتكم. وما أمتع الحياة حين نحلم ونحقق ما نحلم به.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف