العالم يتقدم

العالم يتقدم

الطائرة الصاروخية.. والسياحة الفضائية

تخيل أنك تسافر داخل طائرة تنطلق من مطار بلدك لتصل إلى أبعد مكان في العالم خلال أقل من ساعتين! أو تقوم برحلة سريعة إلى محطة الفضاء الدولية وتقفل راجعا! هل يبدو لك ذلك حلما أو خيالا? ليس بعد الآن.

إذ يجري الباحثون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة, تجاربهم على طائرات نفاثة حديثة فائقة السرعة منها الطائرة التي أطلق عليها (إكس 43 - سي), وهي تطير على ارتفاع نحو ثلاثة وثلاثين كيلومترًا فوق سطح الأرض, وتصل سرعتها المتوسطة إلى ما يزيد على خمسة أمثال سرعة الصوت أي حوالي ستة آلاف كيلومتر في الساعة.

وتعتمد الطائرة (إكس 43 - سي) على سحب الهواء اللازم لها من الجو ودفعه إلى داخل محركاتها بسرعات أعلى من سرعة الصوت, وتستخدم صواريخ لدفعها للطيران بهذه السرعة الهائلة. ولعل هذه الطائرة النفاثة الحديثة, هي النقطة التي تصبح عندها طرق النقل التقليدية قديمة وبالية, مثلما أصبحت الآن العربات التي تجرها الجياد!

وتعتمد الطائرة (إكس 43 - سي) على محركات صاروخية تقوم بسحب الهواء من الجو, كما تستخدم سلسلة متدرجة من منظومات الدفع في الطيران للوصول إلى سرعة تبلغ خمسة أمثال سرعة الصوت.

وتحقق هذه المحركات كفاءتها العالية بمكوناتها الصاروخية, بالحصول على الأوكسجين اللازم للاحتراق من الجو, مقارنة بالصاروخ العادي الذي يجلب (أوكسجينه) معه.

وهذا الأسلوب الجديد يرفع من كفاءة المحركات إلى نحو عشرة أمثال تلك المستخدمة في الصواريخ الكيميائية التقليدية.

ولن يقتصر استخدام الطائرات النفاثة الصاروخية فائقة السرعة, على الانتقال من مدينة إلى أخرى بسرعة هائلة, بل سوف تقوم أيضا بإطلاق الأقمار الصناعية في الفضاء, ونقل المسافرين والعتاد إلى محطة الفضاء الدولية, أي بدء السياحة الفضائية.

 


 

رؤوف وصفي