أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كم أحببت وأنا صغير أن أذهب إلى البحر. كان الشاطئ هو بوابة السفر, بأفقه الواسع, تأتي إليه السفن وتروح برواد الرحلة من مدينتي الصغيرة (الكويت) إلى عوالم أكبر. ولعل ذلك ما جعلني أحب الرحلات, وأهتم بالتاريخ وأتخصص فيه وأدرسه لأبنائي في الجامعة.

وقبل أسابيع أقمنا ندوة كبيرة في (العربي), الشقيقة الكبرى لمجلتكم (العربي الصغير), وكان موضوع الندوة تلك الرحلات العربية إلى دول العالم وخاصة في أوروبا والأمريكتين. وكتب الباحثون المشاركون في الندوة عن هذه الرحلات الرائدة والمبكرة.

ونحن نعرف, وهذا ما أكده كل الحاضرين, عشق العرب للرحلات, رحلات للتجارة وأخرى للعلم, رحلات لأسباب اقتصادية وأخرى لأسباب سياسية. ومن الرحالة العرب كثيرون رسموا الخرائط وكتبوا يومياتهم فقدموا لنا رحلات مشهورة عن الدول التي سافروا إليها, والعادات التي شاهدوها, والشخصيات التي قابلوها.

ومازلنا نذكر الرحالة العربي المغربي ابن بطوطة الذي نحتفل هذا العام بمرور سبعة قرون على ميلاده, وقد سافر من المغرب إلى الصين على مدى سنوات كثيرة. وكرمت (العربي) في هذه الندوة المؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي الذي أعاد نشر رحلة ابن بطوطة بعد شرحها. والتازي نفسه ورث حب السفر من جده ابن بطوطة فقد سافر ما يقرب من 1150 رحلة بالطائرة!

وأنتم أيها الأصدقاء تسافرون; تسافرون من قرية لأخرى, وتسافرون من مدينة لأخرى, وتسافرون من بلد لآخر. فهل فكرتم أن تكتبوا قصص رحلاتكم? لا شك أنها ستكون ذكريات جميلة, وإذا أرسلتموها لي فسوف أنشر أجملها. وبذلك تعم فائدة السفر على كل الأصدقاء.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف