شاهدت لكم فيلما عمره 80 سنة

شاهدت لكم فيلما عمره 80 سنة

مغامرات الأمير أحمد

كتاب ألف ليلة وليلة هو أشهر الأعمال الأدبية في العالم على الإطلاق. وقد أخذ كثير من الأدباء والفنانين قصصا كثيرة وحولوها إلى حكايات وروايات وأفلام. لكننا اليوم نشاهد معا فيلما نادرا. إنه أول باكورة أفلام الخدع الطويلة في تاريخ السينما: (مغامرات الأمير أحمد), وقد عرض أثناء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمهرجان الألماني لعام 2003 بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية بمصاحبة الموسيقى الحية لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو الألماني فرانك شتروبل.

لقد عزفت الموسيقى خصيصا للفيلم الأصلي الذي تم إنتاجه قبل 80 سنة, في الفترة بين عامي 1923 و1926, بطريقة أفلام السيلويت المستوحى من مسرح الظل الصيني, والكراكوز التركي, وخيال الظل العربي. وتدور قصته حول الأمير أحمد, ابن خليفة بغداد, الذي يحاول فك أسر شقيقته التي اختطفها ساحر شرير. ويدخل الأمير أحمد أثناء ذلك في خضم المغامرات ويتحدى كل الأهوال, كما يعرف الحب طريقه إلى قلبه على جزيرة واق الواق المسحورة عندما يلتقي بفتاة رائعة الجمال اسمها باري بانو.

صور أبطال الفيلم مزودة كلها بمفاصل متحركة لتتواصل أمام خلفية ملونة تصور الطبيعة النادرة والسحب الكثيفة والبحر الهائج ذا الأمواج شديدة الارتفاع. وتحوي كل ثانية من هذا الفيلم البالغ زمنه 65 دقيقة, 24 كادرا. إنه حقًا عمل فني رائع للمخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة لوتي راينيجر, استغرق إنتاجه أربع سنوات.

درست راينيجر (1899 - 1981) فن التمثيل وتزوجت عام 1921 من كارل كوخ, المتخصص في تقنيات السينما, لتصبح علاقة العمل بينهما من خلال إنتاجها وثيقة جداً, وقد اكتسبت لوتي راينيجر استحسانا وتقديرًا كبيرًا في داخل ألمانيا وخارجها عن أعمالها العديدة من أفلام الخدع وأفلام السيلويت. وفي عام 1972 نالت جائزة (الشريط السينمائي الذهبي) في ألمانيا تقديراً لمشوارها الفني وبلغت حصيلة أعمالها 40 فيلماً بتقنية الصور المقطوعة, يندرج تحتها تحويل أشهر الأساطير والأوبرات إلى أفلام مثل رواية (سيندريلا) (1992) (وباباجينو( (1935), و(دورنروسشن) (1953). وقام فولفجانج تسيللر (1893 - 1967) بتأليف موسيقى فيلم مغامرات الأمير أحمد.

 


 

خالد سليمان