سمر.. موهبة تونسية

سمر.. موهبة تونسية

اسمي (سمرالمزغني) ولدت في 27/8/1988 وهوايتي المفضلة هي المطالعة وكتابة القصص, ولي هوايات أخرى هي: الاستماع إلى الموسيقى, الغناء, التمثيل, العزف على البيانو, لعب كرة السلة, الرسم.

اقرأ خاصة لـ (مصطفى لطفي المنفلوطي) إذ قرأت له تقريبا كامل قصصه المترجمة: مجدولين, الفضيلة, في سبيل التاج, الشاعر وكتابه: العبرات. كما قرأت قصة سلوى في مهب الريح لـ(محمود تيمور) وأنا بصدد قراءة قصته فرعون الصغير وقرأت قصتين لـ(طه حسين) هما: الأيام ودعاء الكروان وقصة عرائس المروج لـ(جبران خليل جبران).

أما عالميا, فقد طالعت كامل قصص (شكسبير) تقريبا مترجمة كـ: روميو وجولييت, حلم ليلة صيف, هاملت, يوليوس قيصر, أنطونيو وكليوباترا, المغربي عطيل, الملك لير, تاجر البندقية, العاصفة, الليلة الثانية عشرة, حسب ما يرضيك, ضجة صاخبة من أجل شيء تافه, حكاية الشتاء, هنري الرابع عشر, وقصتين لـ(شارلز ديكنز) وهما: بين مدينتين و(دافيد كوبرفيلد) - قصة لـ(شارلوت بارتي) عنوانها: مرتفعات وذرينغ: كما طالعت قصة الضحية لـ(أجاثا كريستي) وقصة المغامر لـ(سرارثر كنن دويل) وقصة قارب دون صياد لـ(الخندرو كصونا) وأخيرا الرواية العالمية الخالدة (البؤساء) للكاتب الفرنسي (فيكتور هيجو) إلى جانب قصص الأطفال التي بدأت بها وسأواصل معها.

لي أربعة كتب منها: (حلم في حديقة الحيوانات) و(صديقة) صدرت في 1999 و(محاكمة ذئب) و(وغدوت.... نملة) في عام 2000. لي 37 قصة قصيرة وأول قصة نشرت لي هي (حفل زفاف) في مجلة عرفان التونسية للأطفال في شهر سبتمبر 1997.

بدأت حياتي الأدبية بالمطالعة التي تنمي العقول وبها وصلت إلى أن أحسست بأني أريد أن أفعل شيئا.... حينها كتبت.

لما أكتب أعبر عن إحساسي وأتفرغ للكتابة فأكتب بصدق لأن قصتي خلاصة مشاعري وصورة تعبر عما في داخلي, لذا أنفرد بنفسي في غرفتي وأبدأ في الكتابة, ذلك العالم الحالم الصادق الذي أجد فيه كل ارتياح حين ألجه.

أما من يوحي لي بالكتابة فهم أشخاص كثيرون ومجهولون لا أعرف منهم سوى تلك العصافير المزقزقة فوق أغصان أشجار الحديقة وتلك البلابل والعنادل المغردة قرب نافذتي وذاك الحمام الزاجل الذي أرقبه كلما خرجت إلى شرفة غرفتي وتلك الطبيعة الخلابة التي تسحرني, وذاك اللون الأخضر والوردي الذي يخيم على عالم الطفل. أما أهم هذه الشخصيات فهو شخص يعيش في داخلي ألا وهو الطفل الذي أكتب منه وإليه.

لذا فإن كل ما أكتبه موجه للطفل, وكما الكبير لا يستطيع أن يبسط أفكاره ليستوعبها الطفل, فإن الصغير أيضا لا يستطيع أن يكتب للكبير, لذا أكتب الآن لمن هو في سني, وحين أكبر إن شاء الله سأفكر في الكتابة للكبار وأحاول أن أكتب تلك القصص البسيطة التي كنت أكتبها حين كنت طفلة للطفل.

أما عن عالم القصة, فإنه عالم واسع لا محدود لا يستطيع وصفه أي إنسان حتى لو دخله, لذا فإن عالم القصة عالم ساحر, عالم بريء لا تتخلله صيحات الألم أو امارات الحزن ومن يدخل هذا العالم ويكون صادقا في نواياه فعليه أن يواصل في هذا الدرب ولا يغادره.

حين أكتب, أحلم, أحلم بكل شيء جميل وأشعر أن بين جنبي إحساسا صادقا نحو الكتابة إلا أنه مجهول, أبدأ أولا باختيار الفكرة الأساسية وهي أساس القصة ثم أقسمها إلى أفكار فرعية, وأختار الشخصيات المناسبة والإطار المكاني والزماني, ثم أثري قصتي بالعبارات البسيطة التي أقرؤها في القصص, أما آخر اللمسات فإنها أن أعاود القراءة لأتأكد مما كتبته, وربما في هذا الحين أتفطّن إلى خطأ ما أو أجد عبارات أحسن من التي كتبتها, أو ربما عندئذ تخطر في بالي أفكار جديدة, فأغيّر قصتي إلى أن أتأكد من أنها جاهزة الآن بعد كل هذا أطلع عليها على والدي الذي يقوم بإصلاح ما غفلت عنه. وأنا أؤكد أني لا أسمح له أن يغير أفكاري أو يبدل ما كتبته كما أن عليه أن يفسر لي كيفية إصلاح خطأ ما في هذه القصة لأتجنبه في القصص القادمة.

قصتان كتبتهما سمر

ساحة المدرسة

أول ما بهرني بعد الرجوع من العطلة المدرسية هو ساحة مدرستي, فمن دهشتي فتحت ثغري متعجبة, ما كنت أتصور كل هذه التغييرات: أشجار في كل مكان مزهرة مخضرة مزهوة بهاماتها العالية, أزهار تفوح منها روائح طيبة وهي تلامس الفراشات الملونة بألوان زاهية, وتستسلم للنحل يمتص رحيقها, وترسل الشمس أشعتها فتظهر الأقسام والباب الكبير بجانب دورة المياه, وترى نخيلا يحيط بالساحة كأنه يحميها, أعشاب خضراء منتشرة في أرجاء الساحة ومقاعد للراحة يستريح فيها الأطفال الصغار, أما في وسط الساحة فقد انتصبت سارية يعلوها علم بلادي, متباهيا بلونه الأحمر القاني والأبيض الناصع, خافقا في الفضاء الواسع, والعصافير تزقزق حوله والبلابل تغرد بجانبه أغاني عذبة رقيقة.

....ولا تسلم منهما

عجيب أمر أم سليم? ترى ما لها ومال الديك? قلت ذلك وأنا أرى من نافذتي مشهدا أثار ضحكتي في المرة الأولى منذ يومين, وأزعجني أمس, وهاهو اليوم يغضبني ويحرجني, أما قبل يومين فقد غرقت ضحكا, كنت أراجع دروسي وإذ بصياح أم سليم يدفعني لاستفسار الأمر, كانت تطارد الديك في الحديقة صائحة, وكان ينظر إلي فزعا وقد أخذ يرتجف من رأسه إلى (أخمص قدميه), كان يقف بين الفينة والفينة يلتقط أنفاسه وينظر إليها في سخرية واستهزاء ليثير غضبها وحتى تتابع الركض وراءه, وإذ بنعلها العالي يمسك بطرف ثوبها, فتسقط المسكينة, عندئذ نظر إليها الديك ضاحكا وهو يقفز ويقلد حركاتها, قالت مغمغمة: (أولا توقظني من النوم مع منتصف الليل ونعيد الكرة مع الثالثة صباحا لأنهض وأجد الحديقة ملطخة محفورة بسببك, ثم تسبب لي هذه المشاكل, سأخرج من هذا المنزل فقد طفح الكيل....) انقلبت على بطني ضحكا ولكني ما لبثت أن أخفيت وجهي بين يدي حين رأيتها تنظر إلي شزرا. أما البارحة فقد استمرت المطاردة أكثر, وازداد الضجيج: الطباخة أم سليم تصرخ والديك يصيح, وأمي تعاتب, وأطفال الحي يضحكون, وكنت عندها نائمة, ولكن ما أزعجني حقيقة هم أصدقائي الذين علقوا على الطرفة أمامي مما جعلني أنقم على أم سليم والديك, أما اليوم فقد أغضبني منظر إتلاف مزروعاتي من قبل الشخصيتين, فأنقذت ما تبقى سليما وذهبت إلى المكتبة لأطالع في هدوء, وحدث مالم يكن في الحسبان, وكانت المفاجأة حين رأيت أم سليم تتغلغل بين طاولتي تطارد الديك متوعّدة ناقمة.

 


 



 










وزيرة المرأة والأسرة التونسية تكرم سمر في اليوم العالمي للمرأة بمناسبة حصولها على جائزة الكريتيف كأصغر كاتبة قصص