محميات (جابر الكويت) البحرية

محميات (جابر الكويت) البحرية

في أعماق الخليج العربي كائنات بحرية مهددة, فالبشر والآلات يدمرون البيئة البحرية من شعب مرجانية ونباتات تغذي الكائنات البديعة التي تزيد المياه جمالا. هذا التهديد المتواصل كان وراء افتتاح بوابة دسمان في محمية بنيدر الكبرى إحدى أهم محميات جابر الكويت البحرية والتي يبلغ عددها نحو تسع عشرة محمية منها, وليجبر بذلك خواطر العديد من أبناء الكويت الذين خافوا على البيئة البحرية من الضياع, ذلك الضياع الذي لا رجعة فيه. والجهود التطوعية قادتها الشيخة أمثال الأحمد وتمثلت في اللجنة الكويتية للعمل التطوعي مع جهود فريق الغوص الكويتي, ومؤسسة البترول الكويتية وعدد من الجهات الأخرى في سباق من أجل إعادة الحياة للبيئة البحرية.

محميات جابر الكويت البحرية تهدف إلى إنشاء وتنصيب مجسمات خرسانية في قاع البحر وبأعماق مناسبة لاستيطان الشعاب المرجانية والأسماك والكائنات البحرية الأخرى. ويعود اختيار منطقة بنيدر لإنشاء المحميات لعدة أسباب من أهمها نجاح معظم التجارب السابقة لاستزراع المرجان فيها ولقرب الموقع من ساحل البحر وكذلك لانخفاض مستوى الموج بها, كما أنها تعد من أهم المغاصات قديما عند أهل الكويت.

وعن الدوافع الرئيسية لإنشاء المحميات الاصطناعية في الكويت, أكد رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل أن ندرة عوامل بناء الشعاب المرجانية ومحدودية رقعة وانتشار الشعاب المرجانية والتدمير البشري للشعاب المرجانية هي من أهم الأسباب لإنشاء هذه المحميات نظرا للبعد الجغرافي لمياه الخليج عن المحيطات والبحار الكبرى وكذلك لضيق مساحة مضيق هرمز والتي تحد من دخول المياه المالحة التي تحمل اليرقات المكونة للمرجان والتي تشكل غذاء للمرجان أيضًا.

إن إنشاء متنزه قومي تحت مائي هو ما يتطلع إليه الجميع هنا من خلال إنشاء هذه المستعمرات المرجانية ولجذب الغواصين الهواة لهذه الشعاب بالإضافة إلى السعي نحو تهيئة البيئة المناسبة لتوطين الأسماك, وتبلغ مساحة المحمية الكبرى 2400 متر مربع تقريبا, وتحتوي على خمسة نماذج خرسانية بوزن 280 طنا!

المحمية الكبري تم تدشينها في حفل أقيم بحرا وبرا برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, وبحضور وزير الطاقة الشيخ أحمد فهد الأحمد وعدد من الوزراء وممثلي السلك الدبلوماسي وحشد كبير من المواطنين. قال الشيخ أحمد الفهد قبيل تدشينه المحمية إن هذه المحمية تعد جزءا أساسيا من عملية تأهيل البيئة البحرية, مشيرا إلى حرص سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح على حماية البيئة البحرية وتشديده على أهمية العمل التطوعي. وأن هناك 19 محمية في الكويت وأن الكويت تعتبر إحدى الدول البحرية التي تتوافر بها الخصوبة البيئية لإنشاء مثل هذه المحميات.

إن المخلفات النفطية تدمر البيئة البحرية, وإنشاء هذه المحمية بمنزلة مساهمة فعالة في حماية وتأهيل البيئة, وكانت جهود فريق الغوص الكويتي أساسية في عملية تأهيل البيئة البحرية.

وتضمن افتتاح هذه المحمية وضع مجسم بوابة دسمان في قاع البحر, إضافة إلى إطلاق سراح حوالي 400 سمكة من نوع (بالول) في المحمية, لتبدأ معها عملية إنشاء هذه المحميات.

وقد قام الشيخ أحمد الفهد يرافقه وليد الفاضل رئيس فريق الغوص الكويتي ومجموعة من الغواصين بوضع مجسم بوابة دسمان في قاع البحر وتركيب البوابات.

والمحمية عبارة عن بيوت للأسماك, حيث تم وضع عدة محميات في مناطق معروفة, مشروع المحميات بدأ منذ العام 95 مشيدة بمساهمة مؤسسة البترول, كما أن هذه المحميات تشكل متعة لمن له هواية الغوص.

وسمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أحد الشخصيات البارزة في العالم في مجال حماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية.

أشاد وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن بالجهود الكويتية التطوعية المخلصة التي استطاعت أن تساهم في إحياء البيئة البحرية, مشيراً إلى أن وزارة الإعلام كثفت جهودها الإعلامية لمساندة هذا المشروع الحيوي لخدمة البيئة البحرية. وأثنى الوزير أبوالحسن على جهود رئيسة اللجنة الكويتية للعمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد الجابر التي كرست وقتها لخدمة العمل التطوعي في دولة الكويت, مشيرا إلى أن العمل يتطلب من الجميع المحافظة عليه.

 

 

 


 

براك رمضان الهندال

 










أحد أفراد فريق الغوص الكويتي





مشهد جمالي حي من قاع الخليج العربي











إنزال مجسم بوابة دسمان