رغم أن البحار تغطي 70% من مساحة سطح الكرة الأرضية, فإن الإنسان يتعامل مع هذه المساحات الشاسعة بكثير من الإساءة; حتى أصبحت الحياة البحرية تعاني من مشاكل مزمنة, كالتلوث, والصيد الجائر, وآثار تطوير السواحل; لهذا خصصت الأمم المتحدة يوم الثامن من يونيو من كل عام ليكون يوم البحار العالمي.

في الكويت ودول الخليج العربي تتنوع البيئة البحرية تنوعا كبيرا, وبوجود المرجان تتوافر بيئات ملائمة لنمو الكثير من الأحياء البحرية كالديدان المروحية والقشريات التي تكيفت للعيش بين الصخور المرجانية, وبشكل خاص الروبيان الرملي الذي يمكن سماع صوت أذرعه بشكل واضح تحت الماء.

والشعاب المرجانية مهمة للكائنات الفطرية البحرية, لأنها تعتبر مأوى وملاذا لأعداد هائلة من مختلف شعب الحيوانات والنباتات البحرية التي تعتبر مصدرا غذائيا مهما للإنسان. وتنمو الحشائش البحرية فوق الطبقات السفلية الطرية, وتكون أوراق النباتات أعلى الأرض وترتبط بالسيقان والجذور أسفل التربة, لذلك تثبت تربة قاع البحر من التعرية وترسب وتراكم المواد المغذية, كما تعتبر مصدرا لطعام القشريات وقنافذ البحر والأسماك والسلاحف الخضراء وعرائس البحر والحلزونات وبعض أنواع الجمبري. وهي قد توجد في أعماق تصل إلى 90 مترا تحت سطح البحر.

ومن الكائنات البحرية الطحالب وهي نباتات لا زهرية ثالوثية التركيب لا يوجد بها جذور وساق أو أوراق حقيقية. وهي تضيف الأكسجين اللازم لحياة الكائنات البحرية وبعضها يساعد على تماسك الشعب المرجانية, وبعضها له القدرة على معالجة التلوث الصحي.

ولحماية مياه الخليج العربي من التلوث وقعت اتفاقية ماربول 1973 التي تعتبر الخليج العربي من البحار الخاصة المشدد على تحريم تلويثها; كونه شبه مغلق. فالخليج العربي -الذي يعتبر الممر المائي الذي تسلكه السفن التجارية لتزويد دول المنطقة بأغلب احتياجاتها الغذائية- قد يصبح من الأماكن الأكثر خطرا في حال تلوثه ببقع النفط وهو ما قد يمنع الملاحة البحرية فيه, ويتم بالتالي انقطاع وصول الغذاء لمنطقة تعتمد بشكل كلي على استيراد حاجاتها الغذائية.

الشعاب المرجانية

واحدة من أبهى وأعجب خلق الله; فهي عبارة عن هياكل ضخمة من الحجر الجيري, وهي تمثل مأوى لأكثر من ربع الكائنات البحرية المعروفة (بها أكثر من 4000 فصيلة مختلفة من السمك, و700 فصيلة من المرجان, وآلاف النباتات والحيوانات الأخرى), والمرجان الذي يُعتقد خطأ أنه نوع من أنواع الحجر أو النبات, ما هو إلا الهيكل العظمي لنوع من أنواع الكائنات الحية, والذي يعرف بالبولب المرجاني , وهو حيوان لافقري, يتبع فصيلة القناديل البحرية. ويعيش في كل بوصة مربعة من المرجان الملايين من الطحالب, وهي التي تعطي للشعاب المرجانية لونها البني المخضر. وفي الخليج العربي تتنوع الشعاب المرجانية ويوجد منها ما بين 55 إلى 60 فصيلة.