أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

بعد أسابيع قليلة تبدأ اختبارات نهاية العام لمعظم أبنائي الأعزاء في مختلف مراحل التعليم. والاختبار هو ثمرة جهد عام كامل من التحصيل الدراسي والاجتهاد في المذاكرة والمواظبة على أداء الواجبات, وكلما كان الغرس طيبا كانت الثمار طيبة أيضا.

لكن ظروفا كثيرة, ربما تكون مرت بالبعض منا, ظروف قد تكون منعتنا من التحصيل الجيد خلال شهور السنة الدراسية, ظروف حرمتنا من الحصول على النتائج المرجوة في الاختبارات الشهرية التي تؤهلنا لاجتياز الاختبار النهائي. فهل معنى ذلك أن نصاب باليأس من النجاح? وهل يدفعنا ذلك إلى الإهمال فيما تبقى من أيام? ربما نكون مرضنا, أو انشغلنا, ولكن ما فاتنا يمكن أن نعوضه بالعزيمة القوية, والإيمان بأن لكل مجتهد نصيبا.

في السباقات الرياضية, سواء كانت سباقات للسيارات, أو سباقا للجري, أو لتخطي الحواجز, وحين يقترب الأبطال في المضمار من خطوط النهاية نجدهم يسرعون أكثر, ويبذلون طاقة أكبر, إنهم يدركون أن هذه المسافة القصيرة الباقية هي التي ستمنحهم ميداليات الفوز.

وأنتم اليوم أيها الأبناء الأعزاء قد وصلتم إلى هذه الأسابيع الأخيرة, في نهاية سباق العام المدرسي, ومن كان يبذل جهدا عليه أن يضاعفه, ومن أهمل عليه أن ينسى إهماله ويتدارك خطأه ليدرك طعم الفوز والنجاح.

إن تاريخ الأمم والشعوب والبلاد يكون بمقدار ما حققته من إنجازات علمية, وانتصارات تاريخية. وتاريخ الأفراد يكون بمقدار ما تحقق لهم من نجاح. وأنتم اليوم أبنائي تصنعون تاريخكم, وبذور الاجتهاد التي تزرعونها اليوم ستنبت غدا أشجار تفوّق يحقق لكم أحلامكم. وإذا كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة, فلتبدأ خطواتنا اليوم.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف