شقاوة سارة

شقاوة سارة

رسم: مصطفى رمزي

سارة تحب مشاركة أمها في أعمال المنزل, لكنها كثيرا ما تخطئ في تصرفها, فتتسبب بأضرار بالغة لنفسها أو لمن حولها. في ليلة العيد وضعت أمها بعض الصابون والمنظفات لتلميع حوائط المنزل الداخلية, وأرادت تقليدها فأحضرت اسفنجة وغمستها بالماء وراحت تمسح بسعادة, سقطت حبة غبار في عين سارة فدعكتها بيدها المبلولة بماء التنظيف, وصرخت بشدة حين شعرت بحرقة في عينها التي احمرت, أسرعت الأم وغسلتها بالماء البارد, وطلبت إليها الجلوس قرب جدتها, أو اللعب مع أخيها (سامي) لكنها رفضت, فاستاءت أمها لعدم انصياعها لأوامرها.

انتهت الأم من تلميع الجدران وأحضرت المكنسة الكهربائية وأوصلتها بالتيار, أرادت سارة الذهاب لإحضار لعبتها, لكنها تعثرت بسلك الكهرباء وفصلت التيار عن المكنسة, ضاقت الأم ذرعا بتصرفات سارة وقالت الأحسن أن أشغلها عني.

ذهبت الأم إلى المطبخ وأحضرت طبقا توسطته عجينة الحناء الخضراء وأحضرت قطعة قماش قديمة وناولتها الجدة وقالت لسارة: اذهبي لجدتك لتضع لك الحناء.

قالت سارة: أريد الحناء منقوشة على كفي وذراعي مثل الزهور وأفرع الأشجار.

قالت الأم: في العيد المقبل سنحضر ورق النقش وتحظين بحناء جميلة.

وضعت الجدة الحناء بيدي سارة وربطتهما بقطعة القماش كي لا تتلطخ ملابسها أو فراشها.

جاء (سامي) ليشاكسها: غدا سأنال كل العيادي وسآكل حلوى العيد لوحدي, ولن تحصلي على شيء, لأن يديك مربوطتان في قطعة قماش, ولن تستطيعي إمساك كوب الحليب وسينسكب على ملابس العيد و...

صرخت سارة وأخذت تبكي وتطلب من أمها بإلحاح أن تفك يديها وتغسلهما, لكن الأم رفضت ونهرتها بشدة وطلبت إليها الذهاب إلى فراشها.

قالت الجدة: سارة طفلة صغيرة, ولا شك أنها نسيت لذا سأذكرها.

ونادتها, اقتربت سارة باكية ترجو جدتها تخليص يديها, قالت الجدة: ماذا حدث في العيد الماضي يا سارة?

قالت سارة: لبست ملابس العيد الجديدة.

وقالت الجدة مرة أخرى: وماذا حدث أيضا تذكري?!

ضحكت سارة: أجل أجل يا جدتي في الصباح استيقظنا وغسلت لي يدي وقبلتني ومنحتني عيدية كبيرة!

قالت الجدة: قبل أن تبكي يا سارة عليك أن تفكري, وهأنت الآن قد فكرت وتذكرت, كان (سامي) فقط يريد أن يشاكسك ويضحك معك.

وضعت الجدة الحناء في يديها أيضا ولفتهما بقطعة القماش وأخذت تلاكم يدي سارة, علق سامي: سنرى من يفوز في مسابقة الملاكمة?

فضحك الجميع.

 


 

لطيفة بطي