بيتنا الأرض

بيتنا الأرض

طقطق منقار الطوقان!

تعالوا نخلط الحقيقة بالخيال.. ونتصور

(أليلو باسيماتو) مخترع لعب أطفال ياباني. كون ثروة ضخمة من تصنيع وبيع لعب الأطفال, التي اخترعها أو طورها. وهو يقضي ستة أشهر كل عام سائحا في الدنيا الواسعة. وكانت رحلته الأخيرة إلى منطقة الغابات المطيرة على الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية في البرازيل, التي أحبها وتوقف عندها طويلاً.

أكثر ما لفت نظر (أليلو) في هذه المنطقة هو طائر الطوقان, بمنقاره الكبير جدا والملون ببهجة. ومع ذلك كان القرويون الذين يسكنون على حافة الغابات يقتلون أعدادًا كبيرة من هذا الطائر يوميًا.

ويقولون إنهم مضطرون إلى ذلك, ردًا على الإزعاج الكبير الذي يسببه لهم هذا الطائر اللحوح, فهو يقتحم منازلهم مسقطًا الأواني من فوق الأرفف ومثيرًا الدجاجات التي يربونها, والكلاب والقطط الأليفة داخل البيوت.

مكث (باسيماتو) ثلاثة أسابيع كاملة يدرس طبائع طيور الطوقان,. وفي الأسبوع الرابع راح يخط على شاشة جهاز هاتفه النقال الحديث كتابات ورسومًا أرسلها إلى مصنعه في كيوتو. وفي الأسبوع السادس وصلته بالبريد السريع عدة صناديق. أفرغها ووزع ما بها داخل بيوت القرويين, وعلى أسطح منازلهم وفي الباحات وأعشاش الدجاج. ولم يكد يمضي نهار واحد حتى انقطعت طيور الطوقان عن اقتحام بيوت القرويين!!!

فماذا فعل (أليلو باسيماتو)?

فكر قبل أن تقلب الصفحة وتعرف الإجابة.

عرف (أليلو باسيماتو) أن منقار طائر الطوقان كبير وطويل, وخفيف مع ذلك, ليستطيع الوصول إلى الفاكهة الغائصة بين الأوراق والأفرع الكثيفة للأشجار المدارية. فالفاكهة هي طعامه المعتاد. لكنه يأكل أطعمة أخرى مثل الحشرات والبيض الذي يعتبر وجبته المفضلة, والتي يخاطر من أجلها متسللاً إلى أعشاش الطيور الأخرى ويقتحم بيوت القرويين بحثا عنه في أعشاش الطيور عند فجوات الجدران وزوايا السقوف وفي عشش الدجاج. وما أن يعثر على بيضة حتى يخطفها بطرف منقاره الطويل الكبير ويضغط عليها مطوحًا رأسه إلى الخلف فتنكسر ليبتلع ما بها ويلفظ القشرة الكلسية بعد ذلك.

لقد صمم (باسيماتو) بيضة صناعية بقشرة رقيقة من الكلس الصحي سهلة الكسر وبداخلها حبيبات من نوع السكاكر التي تطقطق في فم الأولاد بمرح, لكنه جعل هذه الحبيبات بلا طعم وزاد كثيرًا من جرعة المادة المطقطقة فيها. وعندما وصلت إليه من مصنعه في اليابان مئات من هذه البيضة المبتكرة نشرها داخل بيوت القرويين وعلى أسطحهم وفي الباحات وعشش الدجاج. وجاءت طيور الطوقان فهجمت على هذه البيضات بفرح وسرعان ما تكسرت البيضات داخل المناقير الكبيرة وطق طق طق طق امتلأت المناقير بضجيج الطقطقات كأنها صناديق رنانة أفزعت طيور الطوقان وجعلتها لا تفكر في البيض بعد ذلك, ولا تقترب أبدا من بيوت القرويين.

 


 

محمد المخزنجي