العالم يتقدم

العالم يتقدم

أحيانًا تقوم ثورة فوق الشمس, ينتج عنها عاصفة شديدة من الجسيمات المشحونة كهربائيًا. وعندما تصل هذه العاصفة الشمسية إلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض, تسبب أضرارًا للأقمار الصناعية ومنظومات الاتصالات, وربما للهواتف النقّالة أيضًا.

والشمس نجم متوسط في مجرتنا (الطريق اللبني) التي تضم نحو مائة ألف مليون نجم. والنجوم - سواء في مجرتنا أو في المجرات الأخرى التي تنتشر في الكون - تمر بمراحل مثيرة منذ ولادتها وحتى مماتها.

فالنجوم تنشأ من سحابة كونية متقلصة, وبعد مرحلة الطفولة والشباب تصاب بالشيخوخة ثم تموت, في شكل نجم نيوتروني أو ثقب أسود أو غير ذلك, وتدفن داخل قبور فضائية مظلمة.

لكننا لا نستطيع بأحاسيسنا المحدودة أن نلتقط أنباء الفضاء وأعماق الكون, فالعين قاصرة, ومن ثم يستعين علماء الفلك بوسائل جبّارة لتلتقط ما ضنّ على العين إبصاره. فكانت التلسكوبات الفلكية الأرضية والفضائية, التي تلتقط صورًا دامغة لأحداث تقع في أعماق الفضاء, ندرك بها عظمة نظام هذا الكون الذي نعيش فيه.

وكثيرًا ما يلتقط التلسكوب الفضائي (هابل) صورًا مثيرة تصيبنا بالدهشة والذهول, مثل تلك الصور الخاصة بالنجم (ولف - رايت 124), الذي يثور بما يشبه انفجارًا جبارًا للألعاب النارية في الفضاء. كما كشفت أنه محاط بكتل غازية ساخنة, ذات أشكال غريبة متعددة الألوان مثل (قوس قزح).

وتحتضن النجم (ولف - رايت 124), سحابة كونية جبّارة - يطلق عليها (سديم غازي) - عبارة عن بقع متوهجة, كل كتلة منها تبلغ نحو ثلاثين مرة قدر كتلة كوكب الأرض!

ويبعد عنا النجم (ولف - رايت 124) مسافة تبلغ نحو 15,000 سنة ضوئية, وهو موجود في كوكبة (القوس).

وتتميز نجوم (ولف - رايت) بصفة عامة بأنها فائقة السخونة وقصيرة العمر بسبب ضخامة حجمها وشدة كثافتها, وكذلك هي نادرة الوجود للغاية, مجرد نجم واحد من بين عشرة ملايين, وعلى الرغم من عمرها القصير, فإن حياتها حافلة بالانفجارات وإطلاق الرياح النجمية المروّعة - التي تزيد بآلاف الملايين من المرات عن رياح شمسنا - وتطلق مع هذه الرياح جزءًا من مادتها, طبقة وراء طبقة, والمكوّنة من عناصر مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين, حتى الحديد. وإذا نظرت إلى أحد هذه النجوم, فسيبدو لك وكأنه (يتبخر)!

 


 

رءوف وصفي