بيوت الدمى من العالم إلى الكويت

بيوت الدمى من العالم إلى الكويت

كانت العائلات الغربية الثرية قديما تكلّف الحرفيين لإنتاج نسخ مصغرة (منمنمات)Miniatures لقطع الأثاث المميزة والقيمة لديها وكانت تلك المنمنمات تحفظ في بيوت مصغرة Dolls Houses هي طبق الأصل من بيوتهم وتفتح على شكل دولاب, ويكون حجمها أصغر بمقدار 12 مرة عن الحجم الطبيعي, والهدف من انشاء تلك البيوت الاحتفاظ بها كوثيقة وإرث للعائلة أكثر منها لعبة أو هواية, وأقدم نموذج لبيت الدمى كان للدوق البافاري ألبرت الخامس في القرن السادس عشر الميلادي, حيث يضم بداخله قطع أثاث قصره بشكل مصغر. ولكن يبدو أن عالم المنمنمات قد بدأ بالفعل في عهد الفراعنة, عندما كانت توضع المستلزمات الحياتية (بصورة منمنمات) في قبر الملوك المصريين لأجل أن تكون رحلة البعث مريحة ومألوفة.

وأروع نموذج لبيت الدمى كما يسمى (القمة) هوالخاص بالملكة ماري البريطانية الذي بني عام 1924 بناء على اقتراح ابن عم الملك لتقديمه كهدية للملكة ماري وليمكن الأجيال القادمة من مشاهدته ومشاهدة الحياة التي يعيشها الملك والملكة, وقد تبرع حوالي 1500 حرفي وتاجر بأعمالهم لفرش وتأثيث المنزل بكل شيء من البياضات والأواني وحتى السيارات التي قدمتها شركتا رولز رويس وديملر, بل إن الكاتب الانجليزي كانون دويل ساهم في كتابة قصة من 500 كلمة في كتاب منمنم لوضعه في المكتبة, هذا البيت معروض حاليا في قلعة وندسور ويزوره الآلاف كل عام.

وفي أوائل القرن العشرين كانت هناك سيدة أمريكية تدعى جيفر وارد ثورن, تسافر بكثرة وتزور البيوت الريفية والقلاع الأوروبية, لولعها بجمع وصنع المنمنمات.

وكانت فترة الكساد العظيم التي ضربت أمريكا خلال الفترة من 1929 ـ 1935فرصة ذهبية للسيدة ثورن لاقتناء مقتنيات (منمنمات) العائلات الثرية بسعر زهيد نظرا لاضطرار تلك العائلات لتسييل (بيع) العديد من ممتلكاتها, وعندما برزت موهبة السيدة ثورن في انتاج المنمنمات عُرضت أول مجموعة من مقتنياتها في جمعية شيكاغو التاريخية عام 1932 وبعدها قُدّمت هذه المجموعة لمؤسسة الفن في شيكاغو التي باعتها بعد فترة قصيرة لشركة IBM, وهي معروضة حاليا في مؤسسة الفن في شيكاغو.

وبعدما كانت بيوت الدمى مقصورة على العائلات الثرية والارستقراطية أصبحت الآن لعبة منتشرة لدى العامة , ولم تقف عند ذلك الحد بل انتقلت للعديد من البلدان كما وصلت الكويت, حيث تم عرض مجموعة من بيوت الدمى واكسسواراتها من المنمنمات(انظر الصور) في إحدى صالات العرض وشاهدها العديد من الأطفال والهواة.

 

 


 

نهى محمد الدخان