العالم يتقدم

العالم يتقدم

أشعة الليزر.. تعالج الخلايا

يطلق على أشعة الليزر (الأشعة السحرية), وذلك لنقائها وإمكان التحكم في شدتها وموجاتها المستقيمة, ولاستخداماتها المتعددة في مجالات كثيرة, طبية وصناعية وحربية.. إلخ.

وقد أمكن لأشعة الليزر المركّزة - في زمن يقاس بجزء ضئيل جدًا من الثانية - أن توجه إلى الخلية الحيّة, و(تبخّر) المكونات الصغيرة داخلها, دون أن (تقتل) الخلية. ويساعد هذا الأسلوب الجديد في التعرف على طريقة عمل الخلية, بشكل لم يسبق له مثيل خاصة في مرحلة انقسامها, وكذلك لإجراء جراحات بالغة الدقة وذات نتائج باهرة.

وقد أمكن في تجربة حديثة, تدمير أحد الأجسام السبحيّة (الميتوكوندريا) - التي تعد بمنزلة (محطة توليد القوى) للخلية - بأشعة الليزر, دون أن تمس المئات من المكونات الأخرى للخلية, بأي ضرر.

وقد أطلق العلماء على هذه العمليات الجراحية الدقيقة, التي تستخدم فيها أشعة الليزر, (الجراحة النانوية), وذلك نسبة إلى (النانو), وهو الزمن الضئيل جدًا من الثانية, الذي يوجه فيه شعاع الليزر إلى مكان إجراء العملية الجراحية.

ويبلغ (النانو ثانية), جزءا من ألف مليون من الثانية!

وتعمل أشعة الليزر داخل الخلية, دون أن تدمر سطحها, إذ تكون مركّزة جدًا وموجّهة بشكل دقيق للغاية باستخدام مجهر, إلى مساحة تبلغ جزءًا ضئيلاً جدًا من الملليمتر في داخل الخلية.

وسوف تفيد هذه الجراحات (النانوية) في تتبع وإزالة الأورام السرطانية في الخلايا المصابة, دون أن تؤثر على الخلايا السليمة الأخرى بأي أضرار. ويعد هذا تقدمًا مذهلاً في المجال الطبي.

 


 

رءوف وصفي